التلفزيون الأردني والتعديلات الدستورية

 

 


لا شك بأن التعديلات الدستورية الأخيرة أثارت ردود فعل كثيرة لدى المواطنين سواء كانت هذه الردود سلبية أو إيجابية فهنالك من أيد هذه التعديلات وهم بالتأكيد أكثرية لكن بعض النخب السياسية انتقدت هذه التعديلات بشدة واعتبرتها غير كافية ولم تف بالحد الأدنى المطلوب والذي طالبت به بعض الفئات التي تتظاهر أسبوعيا داعية إلى الإصلاح السياسي.

هذا الحراك السياسي بين مؤيد ومعارض نقلته وسائل الإعلام المختلفة بكل تفاصيله واطلع عليه المواطنون بكل أطيافهم لكن التلفزيون الأردني مع الأسف الشديد لم ينقل سوى وجهات النظر المؤيدة للتعديلات الدستورية فهو يعرض كل يوم تسجيلات مع مواطنين معدة مسبقة وجميع هؤلاء المواطنين يؤيدون التعديلات الدستورية الجديدة.

نحن مع التعديلات الدستورية ولسنا معارضين لها فهي خطوة جيدة على طريق الإصلاح لكن المعارضين لها لهم وجهة نظر نحترمها وهم أردنيون مخلصون لهذا الوطن الطيب وهدفهم هو الوصول إلى الأفضل والأحسن ولم يأتوا من كوكب آخر لذلك فإن من حقهم أن يعرض التلفزيون وجهة نظرهم وأن ينقلها كما ينقل وجهة نظر المؤيدين ثم أن التعديلات الدستورية هذه ستعرض على مجلس النواب وعلى مجلس الأعيان وهذان المجلسان سيناقشانها وقد تضاف إليها بعض التعديلات أو تحذف منها بعض الفقرات قبل إقرارها لذلك فهي ما زالت مشروعا ومن حق جميع المواطنين على إختلاف أطيافهم وانتماءاتهم السياسية أن يدلوا بآرائهم في هذه التعديلات وكما يعرض التلفزيون الأردني وجهات نظر المؤيدين فيجب أن يعرض أيضا وجهات نظر المعارضين حتى تكون جميع وجهات النظر بين يدي السادة النواب والأعيان قبل مناقشة هذه التعديلات.

عندما تولى الصديق عدنان الزعبي مسؤولية إدارة الإذاعة والتلفزيون جلسنا معه وكان منفتحا جدا ونعتقد أنه ما زال كذلك ونستغرب لماذا يغلق التلفزيون أبوابه أمام وجهات النظرالأخرى فنحن تعودنا في هذا البلد أن نكون منفتحين على الرأي والرأي الآخر ولا يمكن إحتكار الحقيقة لأن لدينا وسائل إعلام أخرى غير التلفزيون منفتحة على جميع الآراء سواء كانت سلبية أو إيجابية فهل هناك تعليمات من جهات حكومية بعدم عرض وجهات النظر الأخرى وإذا كانت هذه التعليمات موجودة بالفعل فهل يقبل الصديق الزعبي ذلك وهو الذي نعرفه جيدا ونعرف أن لديه قناعات ديمقراطية لا يمكن أن يتخلى عنها؟.

نحن في الأردن نسير بخطى حثيثة على طريق الديمقراطية وإذا كانت المفاهيم الديمقراطية لم تتجذر بعد في نفوسنا سواء على المستوى الشعبي أو الرسمي لكن هذه المفاهيم بدأت تأخذ مسارها الطبيعي بالرغم من وجود قوى الشد العكسي لكن هذه القوى لن تستطيع وقف هذا الحراك المتدفق والذي لا يستطيع أحد إيقافه لأن هدفه الأول والأخير هو الإصلاح ومصلحة هذا الوطن الطيب ومستقبله.

نتمنى على إدارة التلفزيون أن تحترم وجهات نظر المعارضة وأن تتعامل مع جميع وجهات النظر بنفس الأسلوب سواء كانت هذه الوجهات مؤيدة أو معارضة للتعديلات الدستورية أو لأي خطوات أخرى على طريق الإصلاح.

nazeehgoussous@hotmail.com