المسؤولية الاجتماعية لجهاز الدفاع المدني تجاه العاملين به
تحتل الموارد البشرية في الوزارات والدوائر الحكومية وفي القطاع العام والخاص على حد سواء مكانة رفيعة ، وتلعب دورا فعالا في عصر أصبح فيه التغير أمرا حتميا ومستمرا ، حيث أصبحت الموارد البشرية ميزة تنافسية فريدة لهذه المنظمات ، لا يمكن تقليدها ، لذا أصبح على هذه المنظمات ان تغير جل أهتمامها وتتحمل مسؤوليتها الاجتماعية والاخلاقية تجاه هذه الموارد وذلك من خلال وسائل عديدة لادارة الموارد البشرية ، وهي تؤثر بالسلب والايجاب على أداء وسلوك هذه المنظمات فكاما تم العناية والرعاية الأنسانية وتقديم الدعم والمساندة لهذه الموارد البشرية ، وتفعيل المسؤولية الاجتماعية تجاه العاملين على حد سواء من كافة الجوانب ، والتخفيف عنهم فذا بلا شك ينعكس على أداء العاملين في هذه المؤسسات والوزارات والدوائر الحكومية في التطوير والتحديث والأنتماء والاخلاص لهذه المنظمات ،ولا شك ان جوانب المسؤولية الاجتماعية يتعدد ومنها (تعبئة واستقطاب الموارد البشرية ، تنمية المهارات وبناء القدرات ، خلق فرص العمل ، تقديم الحوافز والمكآفات للعاملين ، المنح والمساعدات والترقيات والجوائز والحوافز المتنوعة ، حماية المرأة العاملة ، تطوير القدرات وتنمية روح الابداع لديهم ، البعد عن التنافس والصراع ، المشاركة بالأنشطة والاحتفالات ، التعريف بالانجازات ، تقديم المنح والمساعدات ، الزيارات وغيرها من الجوانب .
والمسؤولية الاجتماعية هي نظرية أخلاقية بأن أي كيان، سواء كان منظمة أو فرد، يقع على عاتقه العمل لمصلحة المجتمع ككل.و المسؤولية الاجتماعية هي أمر يجب على كل منظمة أو فرد القيام به للحفاظ ،المسؤولية الاجتماعية هي أمر لا يختص فقط بمنظمات الأعمال، بل هي شأن كل فرد تؤثر أفعاله على البيئة، من خلال القيام بأفعال تحقق من أهداف المجتمع بشكل مباشر، وتعدّ المسؤولية الاجتماعية ركنًا أساسيًا وهامًا في حياة المجتمعات، وبدونها تصبح الحياة فوضى وتشيعُ شريعة الغاب، حيثُ يأكل القويُّ الضعيفَ، وينعدم التعاون، وتغلب الأنانية والفردية.وتنبع المسؤولية الاجتماعية على مستوى الدولة في الأخذ بزمام المبادرة في تحمل المسئوليات الملقاة على عاتقها، وهذا يعني أن تتحمل السلطة السياسية والإدارية مسؤوليتهما في الإشراف على تأمين كافة الاحتياجات اللازمة للمواطنين ومساعدتهما.
إن نجاح المسؤولية الاجتماعية لا يقتصر فقط على جهد واحد، بل بحاجة لتضافر جميع الجهود من أجل الإسهام الفعال في بناء مجتمعٍ يتمتع أبناؤه بروح المبادرة والمسؤولية ،والأخذ بزمام المبادرة ،نحو تشكيل واقعٍ مغاير للواقع الحالي، وهذا لن يتم إلا باقتناع كل فردٍ ومواطنٍ بأهمية المسؤولية الاجتماعية، وأن تكون نابعة من داخله حتى تتوحد هذه الجهود في بناء منظومة اجتماعية يشارك فيها الكل، ويشعرون بأنهم أعضاء فاعلين لديهم القدرة على تحمل أعباء الواقع بروح طيبة، وإلا سنصبح عندئذ أفرادًا عاجزين لا نتمتع سوى بالكسل والعجز والاستجداء غير المجدي من قِبل الآخرين لمساعدتنا وإنقاذنا من الواقع السلبي،
من هنا بات مفهوم المسؤولية الاجتماعية يكتسب زخماً واهتماما ًكبيراً في عالم منظمات الأعمال ،وذلك نتيجة لتراكمات وتطورات عدة جعلت هذا المفهوم يخرج من كونه يعتبر ممارسات طوعية اختيارية في تعاملها مع كافة الأطراف ذات العلاقة، إلى ممارسات إجبارية غدت تمثل مصدراً لتحقيق التميز والريادة وزيادة القدرة التنافسية. ومن هذا المنطلق أصبحت المسؤولية الاجتماعية شعاراً ترفعه منظمات الأعمال الناجحة والرائدة، من خلال بذل الكثير من الجهود للاهتمام بهذا المفهوم، وإدماجه ضمن متطلبات أدائها، مما يستوجب إدراجه ضمن أولوياتها القصوى، وعلى كافة مستوياتها الإدارية. إذ إن المنظمة التي لا تقوم بتبني المسؤولية الاجتماعية في أعمالها، في العصر الحالي، تجد نفسها غارقة تدريجياً في دوامة من المشاكل، بل والمتناقضات التي لا حصر لها، وقد تواجه -بالتأكيد- عدم رضا أفراد المجتمع عن أنشطتها ككل.
لكنْ هناك جانب مهم من جوانب المسؤولية الاجتماعية تغفل عنه الكثير من المنظمات في إطار التزامها بهذه المسؤولية ألا وهو العاملين بالمنظمة ،فمن باب أولى أن تهتم المنظمة في المقام الأول بمنسوبيها، وذلك من خلال توفير الخدمات اللازمة لتحسين جودة حياة العاملين ورضاهم الوظيفي، من أجل توفير مناخ مناسب يشجع على بذل المزيد من الجهد والعطاء، وكذلك الانتماء والولاء لصالح المنظمة وإدارتها، مما سيترتب عليه تحقيق منافع وعوائد اقتصادية مباشرة وغير مباشرة حاضراً ومستقبلاً. وعلى اعتبار أن الموارد البشرية هي طرف من أصحاب المصلحة الذين تتأثر بهم المنظمة وتؤثر عليهم، فإن على المنظمة الالتزام بسلوك مسؤول تجاههم، وهذه المسؤولية لا تتوقف عند حدود التنظيمات الإدارية والتشريعات القانونية، بل تتعدى إلى أمور أخلاقية كثيرة متعددة الأبعاد، وبغرض التعرف على أهم سياسات وبرامج المسؤولية الاجتماعية.
ومن هنا يكمن مفهوم المسؤولية الاجتماعية بكونها التزام من أصحاب المؤسسات في التنمية المستدامة من خلال تحسين أوضاع الموظفين والعاملين بها وأسرهم وكذلك بالمجتمع المحيط بهم اجتماعيا وصحيا وثقافيا ، وتقديم الخدمات الأنسانية لهم .حيث التقط جهاز الدفاع المدني هذه الرؤية ،وتم تطبيقها على أرض الواقع لخدمة العاملين بجهاز الدفاع المدني ،من خلال المساهمة بتحسين أوضاع العاملين به من خلال تفعيل المسؤولية الاجتماعية بجوانب كثيرة متعددة، وسوف نتوقف على الأنشطة والمساهمات خلال النصف الأول من 2017 حيث شملت المسؤولية الاجتماعية جوانب اجتماعية واقتصادية وخيرية ودينية وانسانية وتدريبية ومنها : زيارات وهدايا المرضى 1051 ، مساعدات مادية 749، التبرع بالدم 329، مساعدات عينية صيانة منازل 1، تقديم أثاث 3، بعثات الحج والعمرة 282، المحاضرات الدينية 3244، التوعية الصحية 433، التوعية بالمخدرات 441، الاقلاع عن الدخان 130، المشاركة في العزاءات 659، موائد الافطار في رمضان 30، خدمات نقل طلاب المدارس 386، نشاطات رياضية للموظفين 176، ترفيه للموظفين ( شرم الشيخ العقبة ) 99، المستفيدين من شقق الاسكان 63، المستفيدين من صالات الافراح للدفاع المدني 9، المستفيدين من نادي ضباط الدفاع المدني 127، المستفيدين من كوبون المواد التموينية 327، المستفيدين من شقق الضيافة في العقبة 151، المستفيدين من طرود الخير 372، المستفيدين من سيارات نقل الموتى 10، مستلزمات العزاءات صواوين كراسي طاولات وغيرها 38، المستفيدين تصنيع الأثاث 29، المستفيدين من نقل الأثاث 73، المستفيدين من النقل الاداري 1788، المستفيدين من سيارات الاسعاف لحالات أنسانية 230، المستفيدين من عروض الاتصالات 7412، مشاركات الموظفين في مجلة الدفاع المدني 30، حوافز تشجيعية 60، حوافز تشجيعية الموظف المثالي 10، برشورات 81، استجابة الادارة العليا في المديريات للاستدعاءات المقدمة من قبل أفلااد المرتبات بشكل يحفز ويشجع الموظفين لتقديم الأفضل 24، وجود ضابط ارتباط مع مطار الملكة علياء الدولي يسهل عملية سفر واستقبال أفراد مرتب الدفاع المدني ( مديرية المطارات) 56، الحج والعمرة 252، عدد المحفزين 7961، انشاء وحدة متخصصة بشؤون المرأة ، ابتعاث القيادات في دورات كدورة الدفاع الوطني تايون ، ودورات اللغة الصينية ، اللقاءات الشهرية مع كافة المديريات لمعالجة المشاكل وتقديم الحلول والتطوير ، خصم 40% للعاملين وأبناء العاملين في الدفاع المدني الراغبين في اكمال دراستهم الجامعية ، زيادة عدد الشقق الاسكانية ، تقديم منح دراسية للطلبة الاوائل في كلية الدفاع المدني لأكمال دراستهم في أكاديمية الأمير حسين للحماية المدنية من المركز الأول وحتى العاشر لتقدير وتحفيز الطلبة ، تقديم العلاوات للعاملين بشكل يعزز الولاء والاخلاص في العمل ، رعاية الاحتفالات الرسمية الوطنية والدينية.
ولا شك ان هذه الجوانب المبدعة والتي يقوم بها جهاز الدفاع المدني وخلال النصف الأول من عام 2017، تشكل ارادة حقيقية ومبدعة لتفعيل المسؤولية الاجتماعية تجاه العاملين بهذا الجهاز، حيث غطت جوانب اجتماعية وصحية وتعليمية وانسانية ودينية وتدريبية واسكانية لخدمة العاملين والتخفيف عليهم ، ان هذه التجربة والتي يقوم بها جهاز الدفاع المدني وبقيادة ورعاية عطوفة الباشا مصطفى البزايعه ،لتشكل نموذجا يحتذى للتطبيق في جميع دوائر الدولة للاستفادة من تجربة المسؤولية الاجتماعية ، وتفعيلها تجاه العاملين لتطوير الموارد البشرية ،وتقديم الحوافز والمنح والمساعددات لتطوير والأرتقاء بأداء العاملين بها .