مناسبة تستحق الاحتفال

الیوم یدخل جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسین عامھ الثامن والخمسین من عمره المدید بإذن الله، فكل عام وجلالتھ والأردن وشعبھ النبیل بألف خیر، وتلك مناسبة لھا مكانة خاصة عند كثیر من الناس لأنھا تخلق حالة من الفرحة والسرور، والتعبیر عن محبة المحتفین بالمحتفى بھم بمناسبة أعیاد میلادھم، إنھا فرصة ذات بعد إنساني عاطفي، تتجاوز المناسبة من حیث ھي احتفالیة خاصة في نطاق العائلة والأصدقاء، إلى تجدید المودة والمحبة ضمن الأجواء .التي نعرفھا في أعیاد المیلاد واحدة من الصفات التي نصف أنفسنا بھا ھي » الأسرة الأردنیة الواحدة » ومفھوم الأسرة ھنا یعني أفراد المجتمع الذین یشدون أزر بعضھم بعضا، ویشكلون الدرع الحامي لوطنھم ومكتسباتھم ومصالحھم المتبادلة، ونحن ندرك أبعاد ھذا الوصف تشمل القائد والشعب، والقائد بالطبع ھو عمید الأسرة التي ننتمي إلیھا، وھو الذي یحافظ على دستور .البلاد ویوجھ سلطات الدولة ویصون مصالحھا الوطنیة والإقلیمیة والدولیة قد نتحدث عن العدید من المبادرات التي أطلقھا جلالة الملك من أجل تحقیق النھضة الشاملة التي نتطلع إلیھا، وقد نستعرض المخاطر التي تھدد بلدنا نتیجة الصراعات والحروب التي حاصرتنا من كل جانب، وكلنا یذكر أن جیشنا المصطفوي وأجھزتنا الأمنیة قد حفظتنا من شرور المنظمات الإرھابیة، وتلك المعركة الحقیقیة قادھا الملك بنفسھ، مثلما قاد معركة الدفاع عن صورة الإسلام الحنیف حتى صار رمزا للتصالح بین الدیانات والحضارات والثقافات، كل .ذلك یرینا صورة الأب وھو یجاھد في سبیل كرامة وأمن واستقرار أسرتھ لیس كافیا أن یحمي الأب أسرتھ بشجاعة وحنكة واقتدار لأن ذلك یعبر عن القوة والعزم، وأفراد الأسرة یھمھم الرحمة والعطف أیضا، یطمئنون لوجود الأب بینھم، وتلك المعادلة واضحة في عقل وقلب ووجدان الملك، فقد رأیناه بیننا في ھذه الربوع یزور الكبیر والصغیر، یتحسس مشاكل وھموم شعبھ، ولم یكن جلوسھ على الأرض في بیوت الفقراء والمساكین نوعا من التواضع على أھمیتھ، بل واجب قطعھ على نفسھ بأن یفعل كل ما یستطیع خادما لشعبھ، مثلما .یفعل كل أب حقیقي تجاه أسرتھ الصغیرة نحن جمیعا نعرف أن أكثر شيء یسعد قلبھ لیس الاحتفال بعید میلاده ببطاقات المعایدة أو الاحتفالات التلقائیة التي نقیمھا في كل عام، وإنما بمزید من العمل والانجاز والتمسك بوطنیتنا الصادقة، والحفاظ على وحدتنا وتماسكنا، وثقتنا .بأنفسنا، وبقدراتنا على تحقیق مستقبل أجیالنا الزاھر بإذن الله