خلوة وزراء الخارجية في البحر الميت.. لماذا؟

يستضيف وزير خارجيتنا، ايمن الصفدي، صباح الخميس، في البحر الميت مجموعة من وزراء الخارجية العرب (السعودية، الامارات، مصر، البحرين، الكويت).
الاجتماع وصف بأنه تشاوري، والملفت انه يضم مجموعة الدول العربية التي تعارف على وصفها في الآونة الاخيرة «الناتو العربي» باستثناء قطر التي لم تدع ربما لاعتراضات دول الحصار الاربع.
لماذا يجتمعون، وما هو الدافع لذلك، او قل ما هي المواضيع التي تقلق هذه المجموعة كي تعمل على رفع مستوى التنسيق بينها الى هذا الحد؟
بتقديري انهم سيبحثون مواضيع متعددة، وعناوين مختلفة، منها عودة سوريا للجامعة العربية، والملف السوري برمته، كذلك ايران، وربما الازمة الخليجية والشأن الفلسطيني بدرجة اقل.
لكن هناك ما يقلق العواصم الخمس مجتمعة، ولعلي اجتهد قائلا ان زيارة بومبيو الاخيرة للمنطقة كانت السبب في ذلك، وان ما تريده واشنطن من الدول الخمس يحتاج الى مراجعة وتشاور عميق.
مؤتمر وارسو على الابواب، وقد يسفر عن ادوار ومكانات وقرارات، لذلك لابد من موقف موحد، ولا سيما ان ادارة ترامب غير مأمونة النتائج ولا المطالب.
اتمنى ان تكون العواصم الخمس اكثر ادراكا لطريقة ادارة الولايات المتحدة الاميركية للمنطقة، وان التحالف معها يجب ان يكون بعيدا عن منطق التبعية العمياء.
ترامب شخصية غريبة الاطوار، ها هو يجلس مع طالبان مستسهلا صفع حلفائه، لذلك من الخلل الذهني السياسي وضع بيضنا كله في السلة الاميركية لا سيما في ملف الصراع مع ايران.
يزعجني غياب قطر، فلو كان الداعي للاجتماع الاميركان لما كانت هناك اعتراضات، ومع ذلك فالحضور الكويتي، يجعلنا اكثر تفاؤلا بموقف ايجابي من الازمة الخليجية، او على اقل تقدير موقف لا يذهب نحو التصعيد.
لا ضير في اجتماعات ضيقة على هذا الشكل، فهي اكثر عملية واجدى ثمرا، لكن ما نخشاه ان تكون نتائجها لا تبارح مربع المزيد من الاستقطاب العربي، او مزيد من التبعية للاميركي، واتمنى ان تكون بداية لقلق ايجابي