الرد على مقال السيد جهاد المومني تحت عنوان (من يجرؤ على التشكيك...؟!)

تحية واحتراما وبعد،،

كتب السيد جهاد المومني في صحيفتكم الغراء بتاريخ 21/8/2011 مقالة تحت عنوان (من يجرؤ على التشكيك...؟!) أتبعها بتاريخ 22/8/2011 بتحليل في باب (قضية) تحت عنوان (أحزاب اردنية عالقة... بين شرعية الوجود ومبرراته) محاولا في المقالة الاولى ترهيب الاحزاب والنقابات ومنظمات المجتمع المحلي بصورة عامة بقوله (... هل ثمة مكان للمزايدات بعد اليوم،من الذي يجرؤ على التشكيك بصدقية وجدية هذا النظام الحالم بشرعيته لا بدباباته...) لكنه في اليوم التالي كتب التحليل الآخر بما يوضح تعمد الاساءة وتأليب وتحريض السلطات الرسمية بشكل مباشر ضد حزبنا التاريخي المشروع (حزب البعث العربي الاشتراكي) وقد جاء في معرض ذلك قول الكاتب (..من غير المعقول بعد اليوم ان يسمح بحزب يحمل اسم حزب البعث.. الخ)

ومع اننا كنا ولانزال نتجنب الدخول بالمهاترات والمشاكسات مع الآخرين إلا أننا ازاء هذه الحالة غير المسبوقة ولأهمية الموضوع وجدنا انفسنا مضطرين أن نستعمل حقنا القانوني للطلب اليكم بنشر هذا الرد في ذات الصفحة والموقع وحجم الخط محتفظين في نفس الوقت كذلك بحقنا في مقاضاة الكاتب ومن تطاله المسؤولية أمام جهات العدالة ونبدي في ردنا هذا

1-  من حيث المبدأ فإننا لسنا معنيين كحزب مشروع في الاردن بالدفاع عن اية ممارسات أو تجاوزات خاطئة وقع فيها اي نظام رسمي عربي يرفع شعارات الحزب المعروفة..

 

2-  إن حزبنا في الاردن هو امتداد نضالي طبيعي معروف للفكر القومي للأمة العربية وقد استنبط وتبلور عل ايدي الرواد الأوائل لهذا الفكر المرحومين الاستاذ ميشيل عفلق ورفاقه قبل اكثر من سبعة عقود زمنية وقد تم اشهاره وتأسيسه في 7نيسان 1947

 

3-  ان محكمة العدل العليا الاردنية قد قضت عام 1955 بمشروعية الحزب في الاردن وان فكره ونظامه الاساسي الذي لم يطرأ عليه اي تغيير حتى اليوم لا يتناقض مع الدستور الاردني لعام 1952 وهذا الحكم يبقى من الناحيتين الدستورية والقانونية عنوانا للحقيقة

 

4-  ان مسيرة الحزب وتاريخه النضالي كان وسيبقى جزءا من مسيرة وتاريخ امتنا العربية من المحيط للخليج ومشهود له من الكافة وعلى مدى تلك العقود الطويلة قدم كواكب من الشهداء والبطولات والدماء من اجل القضايا القومية والوطنية والانسانية والانتصار للحرية والاحرار في مختلف الساحات العربية والعالمية وهو بذلك ليس بحاجة الى رخصة او شهادة تقدير او اعتبار من كاتب صحفي او غيره من أولئك الساعين الى المواقع والمكاسب وطالبي الحظوة من الانظمة والحكام مهما كانوا

 

5-  ولمعلومات الكاتب وقرائه الذين لايعرفون تاريخ ونضالات الحزب التي أهلته ليكون واحدا من المكونات السياسية والجماهيرية في الاردن هو تلك النضالات التي ساهمت بإدوار قيادية وبخاصة بعد وحدة ضفتي الاردن في وضع واقرار الدستور الاردني الحالي لعام 1952 الذي يتغنى به الكافة إذ كان للحزب آذاك ثلاثة نواب بارزين هم المرحومين عبدالله الريماوي وعبدالله نعواس وكمال ناصر الى جانب رواد معروفين في العمل السياسي والاداري من خيرة رجالات الاردن دون ذكر الاسماء.

ثم ان حزبنا ومن خلال مجموعات الضباط الاحرار قد لعب دورا اساسيا ومحوريا في تعريب الجيش وطرد الضباط الانجليز كما عمل الى جانب القوى الوطنية والتقدمية على اسقاط محاولات جر الاردن الى حلف بغداد والغاء المعاهده البريطانية التي كانت تكبل البلاد بالقيود الاستعمارية

 

6-  لاقى مناضلو حزبنا على مدى اكثر من ثلاثين عاما المطاردة والتشريد والسجون والملاحقة في الحرمان من العمل والحرمان من لقمة العيش فيما كان آخرون ينتفعون ويسبحون بنعمة السلطات الحاكمة واجهزتها

 

7-  وقدم الحزب ولايزال يضع جل جهوده في سياق القضية القومية المحورية وهي القضية الفلسطينية ويعتبر تحرير فلسطين من البحر الى النهر واجب قومي وليس لأحد ان يفرط بأي جزء من فلسطين وهو ما نادى وأوصى به شهيد الحزب التاريخي المرحوم باذن الله القائد الخالد صدام حسين وهو امام حبل المشنقة صباح يوم عيد الاضحى كما كانت قيادات وكوادر الحزب قد تطوعت وعلى رأسها القائد المؤسس للقتال في صفوف المجاهدين عام 1948 كما ان الحزب قد اسس المنظمات الفدائية وشارك مناضلوه في معارك التحرير ضد العدو الصهيوني اثر هزيمة عام 1967

 

8-  وفي هبة نيسان عام 1989 لعب الحزب دورا اساسيا في تلك الانتفاضة مما جعله هدفا مباشرا لانتقام السلطات وقد جرى اعتقال العديد من قياداته وكوادره بمن فيهم أمين سر الحزب الاستاذ تيسير الحمصي وباقي اعضاء القيادة

 

هذا غيض من فيض من عناصر شرعيتنا الواقعية يطلع علينا بعدها الكاتب الصحفي المقصود في محاولاته التحريضية للانتقاص من شرعيتنا وفاعليتنا الوطنية والقومية مؤسسا تحليله ومقالته على بعض الظواهر التي يقصد ابرازها كسلبيات مرحلية هي في حقيقتها من مخرجات التآمر الدولي والرسمي العربي الهادف للاجهاز عليه متناسيا ايجابيات البعث وانجازاته وما قدمه النظام القومي في العراق من دعم للاردن في مختلف المجالات آملين أن يعيد الكاتب الصحفي المقصود وبتجرد قراءة التاريخ والحقائق بصورة اكثر دقة وعلمانية فيعطي لقراء صحيفتكم قدرا اكبر من الموضوعية التي نستمد منها مشروعيتنا وليس هبه أو منحه من أي تشريع او قانون رسمي.

واقبلوا فائق التقدير

القيادة العليا

حزب البعث العربي الاشتراكي الاردني