الإفطارات الملكية ...الرسالة والدلالات

 


 


ثلاث محطات ، رست فيها الافطارات الملكية تحمل كل منها رسالة و الكثير من الدلالات , في زمن العصف الشارعي و الربيع العربي القائظ ، الذي بات لا يقرأ الرسائل مثل كثير من الحكام العرب ممن تأخروا في قراءه شوارعهم و شعوبهم , ولا نحب ان يصبح شارعنا غير قارئ مثل معارضته وحكومته .

الملك تناول الافطار على مائدة العسكر والمخابرات و دعى على مائدته المعلمين و الايتام, اي ان الملك جالس المؤسسة العسكرية و الامنية وأهل العلم و المعرفة و التربية و اصحاب الحوائج والحاجات ممن أوصانا بهم الله و رسوله في الشهر الفضيل و كل شهر .

فالرسالة , ان المؤسسة العسكرية و الامنية خيرة الخيرة و حرّاس البلاد و العباد ، وإن حضورهم البهي في كل الاوقات ضرورة ومهابة للجميع ، فالعسكر بيت التقوى وبيت العز والشرف و فيه يصنع الرجال لمهمات تجاوز الحياة .

وفي دائرة المخابرات كانت الرسائل مزدوجة وبالاتجاهين , فهذا الجهاز الذي فيه رجال آمنو بربهم ووطنهم و قائدهم ,تسعى فئات الى استثمار الصورة النمطية في الشارع العربي عن اجهزة المخابرات التي « تسحل و تقتل و تخطف « ومعاذ الله ان يكون رجال هذا الجهاز من هذا الطرز و الطراز ، لتعكسها او تضع الجهاز في نفس المربع و الخانة ان كان بالهتاف المضلل على افراده وقيادته او بالمطالبة بخروجه من المشهد فجأة ودون سياق وطني عام فتخلوا الساحة و يصبح الانفلات عنوان المرحلة كما هي احلامهم و رغباتهم السوداء .

ومنه و بعد الافطار مع نشامى الجهاز جاءت رسالة الملك بمكرمة المائة دينار ، فهل وصلت الرسالة لنا و لهم بان الرحمة فوق كل شيء وأن ثمة أمورا يجب ان يتلمسها الجهاز و ان يسعى لأن يكون عين الملك الصادقة وان يعكس الرغبة الملكية بالاصلاح على سلوكه الفردي و العام .

بعد حراس البلاد والعباد ، كان الملك على مائدة حراس العقل والضمير وبناة المستقبل والحاضر من المعلمين والمعلمات الذين تاجر بهم كثيرون و انصفهم الملك عبدالله بأن حوّل ملف متابعة هذا الامر الى الملكة رانيا و نتذكر جميعا جملته ان مهمة ودور الملكة « التعليم , التعليم التعليم « .

فكان بهاء العلم والتعليم و تكريم العاملين في هذا القطاع و المتقاعدين رسالة تكشف كل الدلالات العميقة المطلوبة من الحكومة و المجتمع و شكل التعامل مع حرّاس الضمير و صنّاع العقول، فهذا القطاع له مكانة العسكر و الامن في ذهن الملك ووجدانه .

اما ثالث اركان الأمن فكان الامن الاجتماعي لذا جاء افطار الملك مع الايتام و زياراته الى بيوتهم واماكن رعايتهم كي تكون الرسالة واحدة امن الاردن اولا و دائما ، الامن بكل مكوناته العسكرية و الاجتماعية و الثقافية او الوحدانية .

رسالة ملكية عميقة الدلالات والاشارات وتريد منا فقط ان نلتقط و نتابع العمل و البناء من أجل ترابط حلقات الامن و الاستقرار الذي كان كلمة السر في نجاحنا و سيبقى مستمرا بإذن الله .

omarkallab@yahoo.com