عربَدة صُهيونِية.. حانَ وقت لَجمِها!

القصف الجوي الهستيري الذي نفّذه سلاح جو العدو الصهيوني، يعكس ضمن أمور أخرى، حجم القلق (حدود الهلع) الذي استبَدّ بقادة الكيان المارَق بعد تصدّي الدفاعات الجوية السورية لطائراته.ما اشاع أجواء من المَخاوِف الصهيونية القديمة, إزاء امتلاك أي دولة عربية أسلحة مُتطوّرة وبخاصة الجوية منها,على شكل طائرات هُجومية وأُخرى مُقاتِلة, أو دفاعات جوية كتلك التي بات يمتلكها الأشقاء في سوريا والتي أسفرَت حتى الآن،عن إفشال العدوان ومنع العدو من تحقيق أهدافه. وبخاصة دون استخدام منظومة 300-S المُتطورة التي باتت في عهدة الجيش السوري, الذي اكتفى – حتى الآن – باستخدام منظومتي بانتسير وبوك, وهما تندرجان ضمن الدفاعات الجوية المُؤثِّرة والقادرة على التعامل مع طائرات حديثة, كتلك التي يستخدمها المعتدون الصهاينة في اعتداءاتهم على سوريا. تبريرات العدو الصهيوني في عدوانه على مطار دمشق,وزعمه استهداف مواقع تابعة لفيلق القدس الإيراني. لا تُقنِع أحداً ولا تجد من يُصدِّقها, وهو ما دفع موسكو وتحديداً وزارة الدفاع لكشف النقاب عن أن غارة العدو قرب مطار دمشق,أسفرت عن تضرّر البنية التحتية للمطار الدولي. وهو الذي حاول العدو التغطية عليه بادعاء استهداف بطاريات دفاع جوي سورية. الأمر الذي يأخذ المواجهة الى مستوى أكثر خطورة يصعب التكهن بالمدى الذي قد يصل إليه, بعد زعم العدو ان غاراته جاءت رداً على إطلاق صاروخ باليستي 

 
«إيراني» (..) نحو مواقع صهيونية في الجولان السوري المُحتلّ. يُدرك قادة العدو جيداً انهم بعدوانهم الواسع في اليومين الأخيرين, وبعضه تم في وضَح النهار- وهو تصرف غير معهود من قبل الكيان – حتى لو جاء القصف من فوق البحر الأبيض المتوسط, انما يقومون باستفزاز روسيا التي وخصوصاً بعد إسقاط طائرة ايل 20 الروسية في 17 أيلول الماضي, كَبَحَت تل أبيب ووضعت خطوطاً حمراء على ما كانت اعتبرته فضاء سوريا مفتوحاً لعربدتها. وبدا وكأن قادة العدو قد استخلصوا دروس وعبر ومخاطر مواجهة مُحتمَلة مع موسكو نفسها, فآثروا التوقّف او الحذر من مواصَلَة استباحة الأجواء السورية. بخاصة بعد قرار الرئيس بوتين تزويد الجيش السوري بمنظومة صواريخ 300-S التي كان تم التعاقد عليها مع دمشق,لكن تم تجميدها «روسِيّاً» لأسباب سياسية,يبدو أن سيد الكرملين اقتنع بأنها لم تعد موجودة. او انها وهذا الاصح, كانت أسباباً غير مقنعة روّجتها إسرائيل واللوبي التابع لها, الى أن وصلت الأمور نقطة اللاعودة, فتم إرسال
المنظومة في سرعة قياسية وباتت جاهزة للاستخدام. وهو ما يخشاه قادة العدو الذين باتوا قناعة ان قوة ردعهم المزعومة آخذة في التهاوي,رغم كل ما يحاولون الايحاء به,عبر إطلاق المزيد من التهديدات المحمولة على غطرسة واستكبار, يكاد لا يوازيهما في «الشأن السوري» سوى تهديدات العثماني الجديد السلطان اردوغان, الذي يلوح باجتياحات ويُمنّي نفسه بإقامة منطقة آمِنة, يعلم في قرارة نفسه انها عصية عليه وإذا ما تجرّأ وحاول إقامتها, فلن تكون اقامته فيها طويلة بل مُكلِفة لا يستطيع دفع اثمانها الباهظة. تحذيرات اسرائيل لدمشق من «العمل أوالسماح بالعمل ضد اسرائيل» وتحميل الناطق باسمها"السلطات السورية المسؤولية عما يحدث داخل اراضيها»، لا قيمة لها بعد ان اتخذت دمشق قرارها الذي لا رجعة عنه بالتصدّي لكل عدوان اسرائيلي في اي ظروف وتحت اي تبرير. وليس بعيدا عن ذلك...المعاني والدلالات التي انطوت عليها بيانات وزارة الدفاع الروسية, التي تحدّثت بالتفصيل عن مسارات الغارات الصهيونية والخسائر التي ترتّبت عليها, والتي حملَت في ثناياها شماتة وتقليلاً من فاعلية هذه الغارات,التي عكست حجم هلع العدو من تآكل قدراتِه الرَدعِية,التي طالما تباهى بها.وبخاصة اشارة الدفاع الروسية الى إسقاط الدفاعات الجوية السورية «عشرات» الصواريخ الاسرائيلية. في الاثناء لا يجب التقليل من اهمية التصريح الذي «أطلقه» قائد القوات الجوية الايرانية يوم امس,عن استعداد بلاده لخوض المعركة مع اسرائيل.أقلّه في شأن تسخين جبهة الجولان والدخول في حرب استنزاف مع دولة العدو,التي تتكئ في استباحتها الاجواء السورية على أُكذوبة إمدادات السلاح الايراني لحزب االله, وخصوصا مزاعِم وجود «مصانع» اسلحة توجيه صواريخ ايرانية دقيقة على الاراضي السورية. الايام المقبلة–ان لم تكن الساعات–ستكون حاسمة في تحديد الوجهة والمناخات التي ستكون عليها المواجهة بين دمشق وتل ابيب.خصوصاً إدراك الأخيرة ان قواعد الإشتباك مع سوريا قد تغيّرَت,أو في طريقها إلى ذلك....على نحو مُؤكّد.