«الاونروا» ما تزال هدفا اسرائيليا


بعد ان فشلت المحاولات الامريكية الاسرائيلية المشتركة، لالغاء وجود الاونروا بواسطة الضغوط المالية وتجفيف مصادر تمويلها، تهدد بلدية الاحتلال الصهيوني حاليا، بانها ستقوم باغلاق مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في مدينة القدس الشرقية المحتلة، نهاية العام الدراسي الحالي، وهي بذلك تجعل من وكالة الغوث هدفا للرماية، من اجل تحقيق اهداف سياسية متعددة في آن معا، ابرزها عبرنة واسرلة التعليم في القدس المحتلة، من خلال اجبار الطلبة الفلسطينيين على التوجه الى المدارس العبرية الاحتلالية جبريا لا اختياريا، وتلقي التعليم وفق المناهج الاحتلالية، وتعريضهم لعملية غسيل دماغ ممنهجة ومنظمة، وتغيير قناعاتهم ومفاهيمهم الوطنية الفلسطينية العربية الاسلامية، وتنفيذ مخطط التطهير العرقي ضمن مشروع الدولة اليهودية احادية القومية، التي تركز على القدس المحتلة وتخوض فيها حربا ضروسا على الصعيد الديمغرافي ضد الوجود الفلسطيني، وقد بدأت بمحاربة الاجيال الصغيرة والشابة، اما لاجبارها على الرحيل اولا، وان فشلت في ذلك، تسعى لاحتوائها وتفريغ مخزونها الفكري الوطني والقومي والديني، وقطع الروابط القوية بين المقدسيين وقدسهم، من خلال قطع صلاتهم التاريخية والاجتماعية والدينية والحضارية مع مدينتهم، عبر اغلاق مصادر المعرفة التي تزودهم بالمعلومات اللازمة وتعزز ارتباطهم بارضهم ووطنهم، الموجودة في مناهجهم التعليمية والدراسية، وتأتي هذه الخطوة في اطار المخطط الصهيوني الهادف الى شطب قضية اللاجئين الفلسطينيين من خلال محاولة نسف الاونروا والغاء عملها ووجودها، وكل هذه الاجراءات تندرج في سياق تنفيذ المخطط والمشروع التهويدي الصهيوني لمدينة القدس المحتلة، واستكمال حلقات المؤامرة التي كان بطلها الرئيس ترامب، صاحب القرار التدميري عندما اعترف بالقدس الموحدة عاصمة للكيان الغاصب لفلسطين، ونقل سفارة بلاده اليها من تل ابيب.
كما تهدف سلطات الاحتلال الصهيوني من وراء اغلاق مدارس الاونروا في مدينة القدس المحتلة، الى تجهيل الاف الطلبة الفلسطينيين، الذين يمثلون الاجيال القادمة للمقدسيين، والذين يفترض ان يتحملوا المسؤولية في مقاومة ومواجهة الاحتلال في سنوات قادمة، وبدلا من ذلك فانها تسعى الى تحويلهم لكم هائل من الفشل الاجتماعي، وبدل الذهاب الى المدارس والكليات والجامعات حاملين جعبهم التعليمية والعلمية، فانهم يذهبون الى الشوارع يتشردون ويتسكعون، لا هدف لهم في الحياة ولا مستقبل، ويكون مصيرهم الضياع والتيه.
الاحتلال جعل من الاونروا جبهة مفتوحة، مالية وسياسية وتعليمية وخدماتية، وهذا يتناقض مع وظيفتها الاساسية واسباب وجودها ومهامها وواجباتها، وهو يحاربها لانها عنوان وشاهد حيّ على اللجوء الفلسطيني عصب القضية الفلسطينية، ونقيض شرعية الاحتلال وبطلان روايته.