معارضة أردنية في الخارج



قبل عام 1989 كان هناك شيء حقيقي اسمه معارضة الخارج ولم يكن باستطاعة اعضائها العودة للاردن بسهولة اذ كانت البلد في حالة طوارئ والعودة تعني الاعتقال، وهذه المعارضة كانت احزابا ومنظمات اردنية ناشطة اكثر ما يكون في سورية ولبنان والعراق وليبيا واليمن ودول اوروبية شرقية وغربية وحتى في امريكا ودول اخرى ايضا، وبطبيعة الحال كانت مختلفة التوجهات وممتدة ما بين اليسار واليمين والوسط ايضا، وابرزها الحزب الشيوعي ومنظمة مجد وحزب البعث بشقيه السوري والعراقي اضافة لمنظمات منطوية في اطر فصائل منظمة التحرير كلجنة الاردن في فتح ولجنة الجبهة الشعبية، ومنظمة مجد ضمن الجبهة الديمقراطية واختلف كونها كانت شبه مستقلة في البرنامج السياسي والنظام الداخلي الخاص بها، وبطبيعة الحال كان لها امتداد في الاردن وتعمل بالسر.
بعد عام 89 تقرر اعادة الحياة الديمقراطية وألغيت الاحكام العرفية وجرت انتخابات نيابية، وبعدها صدر اول قانون للاحزاب واصبحت كلها علنية وعاد كل الذين بالخارج واثر ذلك لم تعد هناك معارضة لانعدام السبب طالما العمل الحزبي متاح، وتقدمت الاحزاب السرية كلها بطلبات الترخيص وتم لها ذلك ونشطت في المجالات كافة وكان لها صحفها وقياداتها وكل ما يلزم.
الى جانب احزاب المعارضة برزت ظاهرة طلبات ترخيص لأحزاب من شتى المواصفات ومنها تلك التي ادعت انها احزاب موالاة وكانت كثيرة الى حد انها غيرت مفهومها وباتت غير معرفة تماما، وبذات السوية تشوهت احزاب المعارضة وبوصول عدد الاحزاب الى اكثر من خمسين تحول العمل الحزبي الى ما هو غير حزبي وباتت الاحزاب مدعاة للسخرية بعد ان كانت بطولية بالوصف ايام العمل السري.
الحال وما وصل اليه لا بد وانه كان مدروسا وتم الدفع اليه ليكون هزيلا وبدون تأثير وهو مستمر الى اليوم، اذ في الوقت الذي يدعو فيه الرسمي الى النهوض بالعمل الحزبي يأتي الرسمي الذي في الجهة الاخرى ليعطل ويمنع، ويضيق على الاحزاب ومن هو حزبي والامر يخص فقط الاحزاب القديمة فقط وليس الجديدة التي تأسست بعد عام 90 ولا ينطبق هذا على حزب جبهة العمل الاسلامي اذ دخل في دائرة المتابعة والمراقبة كحال القديمة.
وبعد، مراد القول انه لا توجد الان معارضة اردنية بالخارج على الاطلاق، لا حزبية ولا لرموز وطنية، وللحديث بقية.
الرابط المختصر

الكلمات المفتاحية