فجور وليس فجراً
الأصوات النشاز التي تدعو إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني وبيع فلسطين وأهلها أصوات فاجرة لا تنتمي إلى هذه الأمة ولا تقيم وزنا لها، وللأسف فإن هذه الأصوات تمنح الكيان الصهيوني طوق نجاة بعد أن بدأ العالم ينحسر عن دعم هذا الكيان، ويستنكر ما يقوم به الصهاينة من انتهاكات وقتل وتدمير لشعبنا العربي الفلسطيني واستباحة لأراضينا العربية.
في الوقت الذي اتضح للدنيا الدور القذر للصهاينة في شق الصف العربي وتخريب كياناته وتجنيد المرتزقة لتغذية الطائفية وتدمير وطننا العربي يأتي الفجرة بإعلان الخضوع لهذا الكيان والدعوة للتعاون والتطبيع معه.
الأصوات النشاز ما كان لها أن تخرج بهذا الفجور لو لم يكن لها من يساعدها من الطامعين بالوصول والمنبطحين للأميركيين والذين يجدون أن الدعم الأميركي لن يكون الا بالانبطاح للكيان الصهيوني، ومرمغة شرفهم وشرف أوطانهم تحت أقدام المغتصبين والمخربين لوطننا العربي.
في الولايات المتحدة وبريطانيا وهما من أكبر الدول الداعمة للكيان الصهيوني نسمع الآن أصواتا تتكلم ولأول مرة بوضوح وصراحة عن رفض سيطرة اليهود على مجريات السياسة في بلادهم، بل إننا بدأنا نسمع عن خطر اليهود على كل قرار في أوطانهم، وبدأ الشعبان الأميركي والبريطاني يريان في اليهود خطراً على العالم، وبدأت قوى كثيرة تستنكر ما يقوم به الصهاينة من قتل وتدمير في فلسطين، بل بدأت تظهر قوى تدعو للاعتراف بالشعب الفلسطيني سيداً على أرضه.
إن الذين يعتقدون أن الصهاينة يمكن أن يشكلوا دعما لدول الخليج العربية واهمون إلى أقصى درجات الوهم، فاليهود لم يتخلوا لحظة واحدة عن حلمهم في إنشاء إسرائيل الكبرى، وتقريبهم وتسليمهم أغنى بقع العالم سيمكنهم من السيطرة على العالم، وسيقضون على شعوب المنطقة، وفي مقدمتهم الفجرة الذين يدعون إلى التصالح معهم.