«الأطالِسَة» يغزون شمال سوريا.. أو اردوغان يَستنسِخ سيناريو «قُبرص»

تُركیا ستّتولى "تشكیل المنطقة الآمنة" في شمال سوریا،ھكذا أعلَن الرئیس التركي في زھو واستكبار,بعد ان منحھ الرئیس الامیركي ترمب الضوء الأخضر لاحتلال المزید من الأراضي السوریة,بعد غزوتیھ "درع الفرات" و"غصن الزیتون"،وتوكیلھ من قبل ثلاثي استانا،منطقة خفض التصعید في إدلب,التي لم یلتزم فیھا الوعود التي قطعھا للرئیس بوتین,منذ اتفاق سوتشي بینھما في شأن المنطقة منزوعة السلاح في السابع عشر من ایلول الماضي,بل تواطأت أنقرة مع ھیئة تحریرالشام/جبھة النصة لتصفیة حلفائھا في حركة تحریر الشام ونور الدین الزنكي ومنظمات ارھابیة اخرى شغّلتھا انقرة لحسابھا،حتى دانت جمیعھا بالولاء لفیلق ابو محمد الجولاني(ھیئة تحریر الشام)وحكومة ّ )فك ارتباطھ ُ " لغزو الاراضي السوریة,وتبییض صفحة منظمتِ ِ ھ الارھابیة بعد إقناعھ(لاحقاً ِركیّاً "الإنقاذ" التي شكلھا،في انتظار توظیفھا "تُ .بتنظیم القاعدة ِبرصي الذي طبقھ رئیس الوزراء التركي الاسبق بولنت اجاوید في العام 1974,عندما دفع بجیشھ حماسة اردوغان لاستنساخ السیناریو القُ ُ اكثر من نصفھا وم ّھجِ راً سكانھا القبارصة ِ فیھ "جمھوریة" كرتونیة,لم یعترف بھا أحد في العالم سوى انقرة.ومع ذلك ما یزال الاحتلال التركي لقبرص ُ لاحتلال شمال جزیرة قبرص بذریعة حمایة الأتراك القبارصة,وقام بتقسیم الجزیرة م ّحتلاً ُ الیونانیین,مقیماً ُم ِ تواصلا,وتقوم حكومات أنقرة المتعاقِبة بتعطیل وعرقلة محاولات ایجاد حل سیاسي یُعید الجزیرة (العضو في الاتحاد الأوروبي)وحدتًھا ِخر ُ ج الجیش التركي الم ّ حتل من اراضیھا .ویُ یوھم اردوغان نفسھ ان الضوء الاخضر الأمیركي كفیل بمنحھ "شیكاً مفتوحاً"لتجسید حلمھ العثماني بتوسیع حدود تركیا حتى خط حمص ُ ـــ كركوك,الذي یزعم احفاد الطورانیین الجدد,انھا الحدود الطبیعیة لتركیا,حیث تم اقتطاعھا"من تركیا بعد الحرب العالمیة الأولى وبخاصة في معاھدة لوزان الثانیة (1923,(حتى بعد إبطال معاھدة سیفر (1920 .( ُ وبخاصة بعد أن بات الأتراك مطمئّنین الى ان لواء اسكندرون قد .تم"تتریكھ"وبات جزءا من تركیا یحمل اسم"محافظة ھاتاي"الذي تنطلق منھا جحافل جیش الاحتلال التركي نحو سوریا ّ ما سر َ بتھ وكالة "الأناضول" التركیة عن "مسح" اجرتھ في الشمال السوري على المنطقة "الآمنة",التي رسى العطاء الامیركي على تركیا ِ لإقامتھا،یكشف عن حجم وبشاعة وضراوة الحقد التركي على سوریا,والرامي ضمن امور اخرى الى تقسیمھا واحتلال طویل لأراضیھا وصولا الى تتریكھا,كما یحدث حالیا وبِ ُ تسارع في المناطق التي یحتلّھا الجیش التركي في شمال سوریا,بعد غزوتي "درع الفرات" ُ و"غصن الزیتون"حیث ستشمل المنطقة الآمنة المزعومة مدناً وبلدات من ثلاث محافظات ھي حلب والرقة والحسكة,وتمتد على طول .((460(كیلو متراً على امتداد الحدود التركیة السوریة وبعمق 32كیلومترا (20میلاً َ عودة الدفء الى علاقات الحلیفین الأطلسیین(اذا ما تواص ُ ل التفاھ ّ م الامیركي التركي المستجد,یؤشر الى بدء مرحلة جدیدة قد تطیح كل ُ المعادلات والتحالفات القائمة بما فیھا تفاھمات استانا وسوتشي,حتى مع اقتراب موعد قمة ثلاثي استانا الم َزمع عقدھا في الثالث والعشرین من الشھر الجاري في موسكو،ولن یكون بمقدور بوتین وروحاني مھما حاولا اللجوء الى لغة ومصطلحات دبلوماسیة ناعمة وتطمینات ِ كلامیة،صرف النظر عن خطورة ھذه الخطوة "الأطلس ِ یة" الخبیثة,التي تنسف كل المحاولات التي بُ ِ ذلت لـ"استرضاء" اردوغان,بھدف الإبقاء علیھ في دائرة الدول الثلاث الضامنة.وبخاصة بعد ان منحھ الرئیس بوتین المزید من الوقت للایفاء بتعھداتھ في شأن إدلب والمنطقة َ انھ واص َ ل المراوغة الى ان انتھى المشھد بسیطرة ھیئة تحریر الشام/النصرة على كامل المحافظة (اكثر من منزوعة السلاح،إلاّ 80% َ منھا)وشرع ِ نة "حكومة الانقاذ" خاصتھا.بل قال اردوغان في إحدى خطبھ الیومیة الصاخ ُ بة والم ِ تغطرسة: ان تركیا ستغزو شرق ِ داع ُ ش دون ان یأتي بذكر لـ"م ِعضلة"إدلب .الفرات ثم منبج وأخیراً ِ مكن معر ِ فة الأطماع الترك ُ یة المعلنة في الشمال السوري,عبر التدقیق في ما تنطوي علیھ تصریحات الرئیس التركي في السطر الأخیر.. یُ والناطق باسمھ ابراھیم قالن:اذ یقول اردوغان في معرض استمالَتھ ومغازلتِھ دول الاتحاد الاوروبي كي تؤید مشروعاً خطیراً كھذا َف ّمكننا من انشاء ھذه المنطقة الآمنة،وھذا من شأنِھ ان "یُوقِ (المنطقة الآمنة):إن توفیر الدعم "المالي"من قِبل شركائنا في"التحالف"یُ ُ في الزعم(اقرأ للكذب):ان اقامة المنطقة الآمنة "لیس من أجل تركیا,بل من أجل المھاجرین ."الھجرة").فیما ذھب ابراھیم قالن بعیداً وھنا ایضا یجدر التوقّ ُ ف عند الموقف الذي أعلنتھ مصادر ك ّ ردیة سوریة (قوات قسد),والذي یتسم بالمراوغة ھو الآخر,عندما لم یرفضوا ُ الم ُ قترح الأطلسي..الامیركي التركي,باقامة منطقة آمنة في شمال سوریا.بل ھم (كرد سوریا)"اشترطوا"الموافقَة علیھا بوجود"قوات علناً . ِ دولیة مسؤولة عنھا,تحت رعایة الأمم المتحدة"ما یثیر الشكوك في صدقیة ھؤلاء إزاء حوار ُ ھم"الم ّ تقطِ ع" الذي جرى مع دمشق