روان المعاني تكتب : الوضع الاقتصادي للمواطن الاردني … لا يحتمل القسمة على ثلاث ..

نظراً للنفقات المادية التي يتطلبها شهر رمضان وما يتبعه من التزامات خاصة للعيد وتزامناً مع بدء الموسم الدراسي للعام الجديد يعيش المواطن الاردني في حيرة من امره تجاه هذه الازمة المالية الخانقة حيث لكل مناسبة عبؤها المالي الخاص بها كما ان التتابع الزمني لهذه المناسبات يجعل من الصعب مواجهة  تلك الازمات المالية دون اللجوء للاقتراض من احد البنوك او الجمعيات الخيرية او حتى الاستدانة فمحنة واحدة قادرة على ان تعصف بالوضع الاقتصادي للمواطن الاردني خاصة في ظل ان الاولوية الاولى للشهر الفضيل لما اعتاد عليه المواطنون من طقوس خاصة تتطلب زيادة في المصروف الشهري ، فمعظم رواتب المواطنين استهلكت قبل “قبضها” .. ونظراً لهذا التتابع الزمني لتلك المناسبات الثلاث رصدنا اراء الشارع الاردني تجاه  تعامله مع هذه الازمة المالية وكيفية التغلب عليها .

ام محمد :ذكرت قائلة لكي لا نشعر بالضيق المادي نتبع انا وزوجي سياسة شرائية تقوم على شراء السلع التموينية بالاضافة الى لوازم المدرسة وما يتطلبه الاولاد من قرطاسية قبل بداية شهر رمضان بمدة طويلة وبذلك نخفف من العبء المادي الذي قد نواجهه .

ابو عيسى : يقول ان التكاليف المرتفعة جعلت من الصعب شراء جميع الاحتياجات في آن واحد مما جعله يفكر بإختيار الاهم بالوقت الحالي وبين ملابس العيد ولوازم المدرسة وجد بأن كلفة شراء أدوات القرطاسية ولوازم المدرسة أقل بكثير من كلفة شراء ملابس للعيد ،لذلك وعد أطفاله بأنه سيعوضهم بشراء ملابس العيد بعد قضاءه لأن الاسعار تكون أقل بكثير …حال “ابو عيسى” من حال الكثيرين ممن فكر بنفس الطريقة فهذا الحل هو الانسب لهم ولوضعهم المادي .وهم على امل ان تحقق تلك المكرمة الملكية والتي اعتاد عليها الشعب الاردني من جلالة الملك بمثابة “عيدية ” لكي تتيسر امورهم .

“ابو العبد ” قال : ان شهر رمضان يتطلب المزيد من المصروف المادي لذلك لجأ للاستدانة من احدى الجمعيات لكي يساند نفسه واسرته ولكي لا يحرمهم من شيء على حد قوله .وبذلك يتمكن من مواجهة تلك الاعباء خاصة وانه من اصحاب الدخل المحدود .

محمد القضاة : اشار الى ان راتبه لايكفي اسرته بالاشهر العادية فكيف سيكفيه في ظل هذه المناسبات الثلاث واكد انه يحتاج ضعف راتبه مرتين حتى يتمكن من تغطية مصاريف عائلته والتزاماتها.واضاف “القضاة ” انه نقل طفليه من المدراس الخاصة الى المدارس الحكومية حتى يوفر على نفسه من بعض المصاريف التي يمكن التغلب عليها .

من جهته قال الدكتور حسين الخزاعي استاذ علم الاجتماع في جامعة البلقاء التطبيقية ان الاسرة الاردنية مقبلة  على اربع مناسبات مهمة جدا وتشكل جميعها ضغط على الدخل المحدود الذي تواجهه الاسرة الاردنية، مشيرا  الى ان المواطن يفكر بكيفية الخروج من العيد باقل قدر مكن من الديون والاعباء الاقتصادية التي سترحل للشهور القادمة، فالاسر الاردنية مقبلة على مصاريف اربع  مناسبات اساسية تتمثل في   ” عودة الابناء للمدارس وما يصاحبها من مستلزمات المدارس الكثيرة ، وعودة الابناء للجامعات في ظل وجود ( 243 ) الف طالب على مقاعد الدراسة حاليا كما سيلتحق ( 55000 ) الف طالب  في السنة الاولى في الجامعات بالاضافة الى شراء ملابس للعيد وخاصة ان معظم الاسر الاردنية لا تشتري ملابس جديدة للابناء الا في مناسبة العيد وايضا التزامات اجتماعية تجاه الاهل ونفقات نقل واجور مواصلات ومعايدات ، وتسديد ديون شهر رمضان  المبارك ” ويقول الخزاعي  ” تكمل المصيبة  اذا عرفنا ان (80%) من الموظفين والمتقاعدين رواتبهم لا تتجاوز (300) دينار ، ووضع العاملين في القطاع الخاص يشير الى ان (80%) من العاملين رواتبهم بين (200-300) دينار ، وان (15%) من القوى العاملة الاردنية رواتبها اقل من (150) دينار اردني . بالاضافة الى وجود (82000) الف اسرة تتقاضى رواتب من صندوق المعونة الوطنية  ؟!.

وقال الدكتور الخزاعي الحل الامثل والوحيد لمواجهة الضغط الاقتصادي للاسرة الاردنية اللجوء الى الابتعاد عن العادات والتقاليد الاجتماعية وخاصة في قضايا ” العيديات ، ونفقات العيد ، بين افراد المجتمع وادارة الراتب بشكل جيد حتى لا يتسبب ذلك في مشاكل وخلافات اسرية ، والحرص على التكاتف الاجتماعي بين افراد المجتمع ومساعدتهم بعضهم البعض وخاصة المقتدرين ماليا ، وعدم التركيز على القضايا الاجتماعية التي تستنزف نفقات الاسرة .