أين امانة عمان?
من يمر هذه الايام في وسط جبل الحسين وبالذات في منطقة ميدان الشهيد فراس العجلوني وما حوله, لا يصدق بانه يقف في عاصمة المملكة الاردنية الهاشمية, التي نتباهى بنظافتها وترتيبها وجمالها, فاصحاب البسطات حوّلوا المنطقة الى مكان لا ينتمي للاردن وصورته, بل من يصل المنطقة يعتقد انه وصل الى كابول او مقاديشو او مخيم للاجئين في تشاد.
قبل اسابيع كان اصحاب البسطات يتسربون بخجل الى شوارع جبل الحسين بعد انتهاء الدوام الرسمي لمفتشي امانة عمان, واضعين اكياسهم على الرصيف ليعرضوا بضاعتهم امام المارة ويعودوا الى بيوتهم بعد انتهاء حركة المرور ليلا, لكن اليوم اصبح المكان معرضا دائما حتى ان اصحاب البسطات يبيتون ليلا على الارصفة دون اي محاسبة او متابعة من امانة عمان.
وقد تلقيت شكاوى عديدة من اصحاب محلات تجارية ومواطنين ضاقوا ذرعا "محتلي الارصفة", فاصحاب المحلات يشتكون من كثرة البضاعة المعروضة على الارصفة التي اخذت "كراتينها" تغلق ابواب المحلات وكذلك المارة الذين باتوا لا يجدون موطئ قدم لخطواتهم.
في السابق كان الباعة يعرضون زجاجات عطر او ملابس اطفال او غيارات داخلية او ميداليات او العاب اطفال, وكلها اشياء صغيرة قابلة للحمل والجمع بسرعة اذا ما داهمهم مفتشو الامانة, لكن اليوم لم يعد هناك مجال, فكل شيء موجود على الرصيف وبكميات كبيرة حتى ان بعض البسطات اعتدت على الشارع العام المخصص للمركبات.
الغريب ان امانة عمان خصصت الساحة المقابلة لمبنى وزارة الصحة سابقا لسوق "جبل الحسين الشعبي" له مداخله واضاءته الا انها لم تجبر اصحاب البسطات على الارصفة على التقيد بالسوق الشعبي فاصبح لدينا سوقان وفوضى عارمة في الشوارع.
ادعو رئيس لجنة امانة عمان الى مرافقتي في جولة على المنطقة "المنكوبة" في ميدان فراس العجلوني شريطة ان يحضر في ساعات الصباح الباكر ليرى بام عينيه عشرات الفرشات واللحف والبطانيات على الارصفة لاصحاب البسطات وهم يستيقظون من النوم امام بسطاتهم, ويسأل نفسه اين يقضي هؤلاء حاجاتهم ? واين تذهب نفاياتهم ومخلفات بسطاتهم?
ما يجري في شوارع جبل الحسين مسخرة وقذارة تسيء للاردن وعاصمته واهله وتسيء للنظام السياسي نفسه, الذي بات وكأنه لا يستطيع ضبط العشرات من الباعة المتطفلين على الارصفة والشوارع, ان ما يجري تتحمل مسؤوليته امانة عمان الكبرى وحدها لانها الجهة المسؤولة عن النظافة وتراخيص البيع والشراء.
ما يجري في الشوارع يخلق اوضاعا اجتماعية شاذة في عمان وغيرها, واذا ما استمر هذا الانفلات فان تكاليف السيطرة عليه مستقبلا ستكون باهظة, فهل نفكر بالامر من جميع النواحي وقبل فوات الاوان.0