رمزية-زيارة-الملك-والعمق-الاستراتيجي-مع-العراق

الرئة الأردنیّة النقیة الصافیة ما تزال تتجدد على اتساعھا لیتنفّس منھا العراق، ھذا البلد الجار، القریب، والشریك في الھم المحلي ووحدة الصف العربي، ومثل ذلك تبقى العراق رئة الأردن، في تعبیر رائع، یحمل كل مشاعر الود والمحبة بین بلدین، قُدّر لھما أن یعانیا كثیراً ُس ّجراء ظروف المنطقة وتبعات الحروب التي لم تزد الشعبین الأردني والعراقي والقیادتین الحكیمتین إلا إصراراً على أن یجري النَّفَ الأصیل الواحد ّ والقوي في ّ كل الأوردة والعروق لیمنح ّ كل أجزاء الجسد الواحد رونقاً وحیاةً تأسست على ماض طویل وشراكة عریقة، نلمسھا الیوم في تفاصیل الفرحة الرسمیة والشعبیة والقطاعات الإنتاجیة الاقتصادیة التي تتوق وبشدة متحفزة لمواصلة التعاون الأخوي .التلقائي الذي ظللتھ أمس الزیارة التاریخیّة لجلالة الملك عبدالله الثاني إلى العراق الشقیق َ أنت منّا، وفي بیتك»!.. ٌ خطاب بلیغ یؤكد حضور الملك الھاشمي في العراق، ویضيء على مسألة مھمة في علاقة أصیلة ووشائج قدیمة» تستند إلى إرث بعید من التاریخ والمودة، مثلما تحمل ما ّ یعولھ العراق على جلالتھ من ثقة كبیرة «ضیفاً كبیراً على العراق»، وھو یحمل ّكل الآمال الكبیرة والطموحات المعقودة على جلالتھ، في استراتیجیة شمولیة تكون فاتحة لطریق یعطي میزة اقتصادیة وأمنیة وسیاسیة في المنطقة؛ خصوصاً والبلدان الشقیقان ھما في ّ خضم منطقة ملتھبة، ما تزال تكتوي بأزمات إنسانیة وأوتار دینیة مشدودة، یحلو لقوى إرھابیة .خطیرة أن تعزف علیھا بكل ما توفر لھا من مھارة واحتراف وإذ یؤكد جلالة الملك وقوف الأردن إلى جانب العراق، واعتزازه بالعلاقات والأواصر الوطیدة معھ، ّ فإن شعور جلالتھ النبیل، ّ وحسھ الإنساني العالي، بأھمیة وموضوعیة تطلعات الشعب العراقي الشقیق إلى تحقیق أكبر قدر من التقدم والازدھار، لیفتح المجال واسعاً لتكامل ُكلھ لكل القطاعات الرسمیة والشعبیة، وفي مقدمتھا ھذه الدفعة القویة للعلاقات الاقتصادیة والتجاریة، وتیسیر أیّة ملفات عالقة، دون یؤتي أ أن ننسى الفائدة الكبیرة في وجود مدینة صناعیة حرة، فضلاً عن مشروع مد أنبوب النفط الحیوي والمھم بین البصرة والعقبة، وكذلك الإعفاءات الجمركیّة ومعاملة المقاول الأردني في العراق معاملة نظیره العراقي، ومواضیع الربط الكھربائي، وكل ھذه المصاحبات الحیویة تظللھا الرغبة الملكیة الأكیدة التي جاءت في وقتھا لتعزیز التكامل الاقتصادي، وفتح المجال للمستثمر الأردني في العراق في مجالات المباني السكنیّة، ھذا القطاع المھم جداً ھناك. فكل ذلك وأكثر جزء من رؤیة الملك المھمة ومساعیھ الموفقة للارتقاء بالعلاقات كافة مع العراق الشقیق إلى أعلى المستویات. ولا نبالغ إذا ما قلنا ّ بأن حدیث الاقتصادیین الیوم وكل القطاعات الاستثماریة والمسؤولین وممثلي القطاع الخاص بین البلدین یأخذ حیزاً كبیراً جداً في آفاقھم وخططھم المستقبلیة، سواء كان ذلك في إزالة معیقات حركة البضائع الأردنیة ودخولھا إلى الأسواق العراقیة، أو الاستفادة من الفرص الاستثماریة والاتفاقیات المبرمة في ھذا السیاق وفي الطاقة والنقل والإنشاءات، كفرص حیویة خلقتھا ھذه الزیارة المشھود لھا، نحو إجراءات عملیة وضروریة تخدم المصلحة المشتركة، لما ی ّشكلھ الأردن والعراق من .عمق استراتیجي وأمني مشترك، لا تستغني عنھ المنطقة وكل جھود التكامل الإنساني بحال من الأحوال