وفشل رهانكم
جاء تجديد جلالة الملك ثقته بجهاز المخابرات العامه ومديره الفريق محمد الرقاد خلال مأدبة الافطار التي اقامها مدير المخابرات تكريما لجلالته بمثابة الضربة القاصمه لكل من رهان على خلخلة ثقة الملك بجهاز المخابرات العامه وعاى رأسه الفريق الرقاد واطلاق الاشاعات عن قرب رحيله الذي ومنذ تسلمه لقيادة هذا الجهاز المهم والحساس والذي يقع على عاتقه حماية الاردن من الاخطار الداخلية والخارجيه التي تتهدده وما اكثرها انه انتهج خطا امنيا خالصا يختلف عن سابقيه من المدراء بعيدا عن التدخلات المباشره بكل تفاصيل العملية السياسية او بمعنى اخر بكل تفاصيل الحياة الاردنية الصغيره منها و الكبيره حيث سائد اعتقاد خاطىء لدى هذه الفئه ان زيادة الضغط على صاحب القرار او التشويه المستمر لصورة هذه الدائرة امام الرأي العام وتوجيه الاتهامات المتكرره لها قد تدفع بصاحب القرار اتخاذ موقف معين او اقالة مديرها فانهم مخطئون لان جلالة الملك يعرف رجاله جيدا ولا يعتمد على رأي اي جهة وخاصة عند التعامل مع قادة الاجهزه الامنية فاقالة اي مدير او تعيينه هي في يد الملك وهو صاحب الصلاحية بذلك وهذا رأي صحيح نظرا لحساسية تلك الاجهزة
وعدم وضعها تحت امزجة وتوجهات من هم دونه.
والمتابع للمشهد الداخلي الاردني خلال الاشهر السابقه ومع بداية الحراك الشعبي والمسيرات والاعتصامات التي فاق عددها الالاف بدأ جليا التعامل الحضاري والمتطور للاجهزه الامنية بكافة صنوفها مع المسيرات مما جعل صورة الاردن ناصعة البياض محليا واقليميا وعالميا حيث ان الاسترتيجية التي انتهجتها الاجهزه الامنية في التعامل مع هذا الحراك الغاضب انطلقت من مفهوم ان للمواطن الحق في التعبير عن ارائه بكل حرية وان الحرية الشخصية مصانه تماما وان كرامة الانسان الاردني لها الاولوية وهي في المقدمه مهما كان سلوك الانسان الاردني حتى لو خرج احيانا عن المألوف او تجاوز للخطوط الحمراء في بعض الاحيان .ومن الملاحظ ايضا الهجوم وبشكل غير مسبوق على دائرة المخابرات والتي قادها التيار الاسلامي عبر صحيفتهم السبيل والذي بات يفسر سياسيا على انه عملية تصفية حسابات رخيصه وشخصية بين الاسلاميين ومديرية المخابرات العامه باستغلالهم وبشكل كبير الحراك الشعبي وزيادة مساحة الحرية وقصر يد الدوله عن محاسبة بعض من تجاوز الخطوط الحمراء كل هذه الامور ساعدت الاسلاميين في زيادة الضغط وتشويه الصورة واحيانا المطالبه في حل تلك الدائره كما كتب على احدى اليافطات التي رفعت في اعتصام دوار الداخلية كل ذلك بهدف اضعاف دور دائرة المخابرات في الحياة العامه وكذلك سعيهم الى الاطاحه بمديرها العام بهدف خلق اجواء في حال تم ذلك حتى لو كان التغيير طبيعيا كما جرت العاده انه انتصارا سياسيا للاسلاميين يمكنهم من السيطرة وبشكل كامل على الشارع الاردني والحراك الشعبي تنفيذا لمخططاتهم التي رسموها بدقة وعناية .
ولكن جلالة الملك كعادته في مثل هكذا مواقف يكون السباق لعكس الصوره بالكامل وارسال الرسائل وبطريقه غير مباشره بأن ثقته بهذه الدائره لن تتزعزع وتزداد نموا يوما بعد يوم لتلك الفئه التي تسير في ظلمة نفوسهم والذين فقدوا حسهم الوطني والذين امتهنوا فن الردح والنعيق والتمترس خلف شاشات بعض فضائيات النفاق ليمطروا وطنهم الذي احتضنهم واحبهم بوابل من قذائف الشتم والتشويه والاساءه المتكرره لوطنهم واجهزتهم الامنية الباسله التي لولاها لكان الاردن في مهب الريح تتقاذفه امواج الكراهية والحقد الدفين من عشرات الدول والمنظمات الجهادية وارجو ان لا يكون ذلك امتحانا لصبر الاردنيين الشرفاء .
نعم فشل رهانكم ودائما حليفكم الفشل باذن الله اذا كانت نياتكم واهدافكم الحاق الاذى بالوطن واجهزته الامنية التي تضم بين جنباتها خيرة ابناء الوطن يحملون ارواحهم على اكفهم لحماية الاردن وليبقى القلعه الحصينه والسد المنيع امام من يضمر له الشر وما اكثرهم في هذه الايام ونقول لكافة منتسبي اجهزتنا الامنية واخص بالذكر دائرة المخابرات العامه سلمت ايديكم واعانكم الله على الحمل الثقيل الذي تحملونه على اكتافكم ليلا نهارا وجزاكم الله عنا كل خيرا ليبقى الاردن باذن الله واحة امن وامان حتى لو كره الكارهون وانتم كعادتكم رجالا لا تنظرون الى صغائر الامور ولا تعيرون انتباها الى كلام يقال هنا وهناك لانكم كبار وستبقون كبارا .