لا هو مهرب مخدرات، ولا سرسري سيارات، ولا مجهود بلاه بدم، ولا مزيف عملة، ولا شريك لمطيع أو عواد، ولا مع داعش ولا حتى مع منتخب الفلبين.. ولا هو مواطن أردني بصرف على حكومة ومطلوب للتنفيذ القضائي ولشركات الكهرباء والماء والاتصالات ولدكانة الحارة وللبنوك ولصندوق الأيتام والمرأة والثقافة وحتى الإقراض الزراعي.. ومع ذلك في كل بلد في العالم له اسم تقول سارق البنك الدولي أو مفجر مطار أو زعيم مافيا.
ما أتحدث عنه هو الديك الرومي فيقال أنه: في الولايات المتحدة يسمى بالديك التركي، وفي تركيا يسمى بالديك الهندي، وفي الهند يسمى بالديك البيروفي، وفي البلاد العربية يسمى بالديك الرومي، وفي روما يسمى بالديك الفرنسي، وفي فرنسا يدعى بالديك الهندي، ومتى أراد أن يسافر الى أي بلد في العالم سمى نفسه الديك الحبشي.
اعتقد أن نفشة الريش لهذا الحيوان جاءت من غياب الهوية الحقيقية له، فهو يستطيع أن يذهب إلى أميركا ويقول لهم أنا مستثمر صيني، ويستطيع أن يذهب إلى روسيا ويقول لهم أنا خبير ذرة ياباني، ويستطيع أن يأتي إلى الأردن ويدعي أنه مندوب الصندوق الدولي!
نعم هذا الكائن الحي عايش على الألقاب الوهمية ونفشة الريش الكاذبة، وما ذكرني به هو سلسلة الإخفاقات الحكومية في بلدي.. فمثلما لهذا الديك في كل بلد له اسم، المسؤول لدينا أيضا في كل حدث له اسم ولقب، فحين يتكلم تشعر وكأنه مسؤول أميركي من الثقة الزائدة، وحين يرمش تشعر وكأنه مسؤول صيني فيما سيحقق من دقة في الإنجاز، وحين يرفع يده تعتقد أنه مسؤول روسي في يده مفاتيح بوارج نووية، وأذا هز رأسه فتعتقد أنه مسؤول أوروبي سيتسخدم حق النقض الفيتو.
وعند الواقع.. حين يقر قانون للعفو العام تجد أن العفو سيشمل عقوبة من يستحم في الشارع أو من حمل دابة فوق طاقتها.. علما أنه في أدغال أفريقيا أصبح لديهم (شور) وشامبو على أناناس ولم يعد أحد على سطح الكرة الأرضية يستحم في الشارع إلا إذا كانت الحكومة تقصد من يستحم في حمامات ماعين، أما آخر مرة فحلطت فيها دابة في الأردن من الوزن الزائد فكانت حين حملت جهاز فضية التي تزوجت من عواد والاثنان أصبحا في أعداد الأموات كونهما من مواليد سنة الجراد وعفوهم الآن عند رب العالمين.
وعدونا بتفجير الصوامع في ثانيتين، انتظرنا أمام شاشات التلفاز ساعتين، ولم ينجح التفجير حتى في إسقاط لافتة مكتوب عليها اسم الشركة المنفذة، ولا أدري إن استخدموا حشوة متفجرات أم حشوة محاشي لتفجير المبنى، ولأن وزاراتنا وموازنتنا ومجالسنا واقعة بدون تفجيرات، لم نكن نحتاج إلى شركة تركية وعشرات الملايين لإسقاط الصوامع، ويكفي الاستعانة بأحد مسؤولينا لإدارتها وستجدها سقطت!
الحكومة تقرر تخفيض الضريبة على عدد من السلع الأساسية أهمها رب البندورة، فالشعب لا يشتكي اليوم من غلاء البنزين والكاز والسولار والكهرباء وأقساط المدارس والجمارك والضرائب.. الشعب أكل هوا وزفت والحكومة بعقليتها الفذة خفضت سعر رب البندورة حتى يأكل باميا ومعكرونة!
كم تشبهون ديك الحبش؟! لكم في كل منصب ألف لقب ولقب ولكنها، نفشة ريش لتحقيق الوهم!