صانع العطور


لَمْ يَكُن مُجَرّد فيلمٍ سينمائيّ ترفيهيّ، في ليلةِ شتاءٍ باردة، فقد كان شعلةً متوّقدة تُهيّجُها أفكارٌ داعبتْ خيالي تسألُ تارةً وتجيبُ بأخرى.
فكان سؤالُها: اذا كانت الكلمةُ هي المادة أين الروح..!؟
لم أفهمه ولم أستطعْ الاجابة، ناجيْتُ عقلي مُتفكّرا متعمّقا، وأخذتُ التسلسلَ لربط الخيالِ بالواقع منذُ لحظة انجذاب ذاك الصانع لروح عطرِ بائعةِ الفاكهة، وبقائها عالقةً في ذهنه وكأنها سرُّ حياته، من خلالها اكتشفَ هدفهُ وسرّ وجوده، فكانتْ نقطةً بدأ منها صنعَ ذاته، أيقنَ أنّ مشوارَهُ طويل، وأنهُ مليءٌ بالعثراتِ لكنّهُ لمْ يكترث وتابعَ طريقَه.
راودني تساؤلٌ آخر، لماذا استخرجَ خلاصة العِطرِ من النساء ولم يستخرجها من الرجال..!؟
فقد جمعَ جميلاتِ المدينة واحدةً تلوَ الأخرى،
وكأنّ لكلٍّ منها عِطرُها المميز، أو لكلٍّ منها ما يُميزُها عن غيرها، ليستخرج خلاصة العِطرِ من أجسادهن، وكما لو أراد الإفصاح أنّ المرأة هي روحُ الحياةِ وسرُّها.
كانَ عِطرُهُنّ سببَ سيطرتهِ على أرواح الجميع،
إذ رشقَها على نفسه فاستسلمتْ أرواحهم حبّا، فبالحبّ تتغير المجتمعات، وبامتلاكهِ تسعدُ القلوب.
nesreenalfqeeh@gmail.com