د. احمد أبو غنيمة يسأل المسؤولين: إلى أين تسيرون بنا ؟؟؟
ما بين الإحتفال بسقوط طاغية آخر من طغاة العرب الذين أذاقو شعوبهم الأمرّين، وسلبوا ونهبوا هم وأبنائهم وأنسبائهم وأقربائهم ومحاسبيهم والمطبلين والمزمرين والهاتفين بحياتهم خيرات بلادهم وثرواتها، وما بين ما تشهده ساحتنا الأردنية من شد وجذب بين المنادين بإصلاحات دستورية وسياسية حقيقية تعيد للشعب سلطاته الدستورية المسلوبة طوال عقود من الزمن، وبين الذين اعتادوا التصفيق والتهليل لأي إجراء رسمي يحمل في طياته استخفافاً أكبر بعقولنا وامتهاناً لكرامتنا حتى بات الشعب في نظرهم يقبل بتعديلات دستورية لم ترقى إلى طموحاته ونضالاته لعقود مضت ، أو ينظرون إلى الشعب الأردني وكانه أصبح ينتظر بشغف وترقب ولوعة مائة دينار يُفرّج بها كربه وضيق حاله الذي أوقعته فيه حكوماتنا المتتالية التي لم تراعِ حقاً ولم تحفظ عهداً ووفاءً لهذا الشعب العظيم، ومتناسين هؤلاء الفئة من المزمرين والمطبلين أن المائة دينار التي تُصرف للشعب تُسترد منه بأضعافها على شكل ضرائب من هنا وهناك ... وكأنك يا أبو زيد ما غزيت !!!!
أقول هذا، وقد تملّكني العجب العجاب وأنا أتابع الأخبار على بعض المواقع الإلكترونية التي تتحدث عن تشكيل " التجمع الأردني المؤيد للنظام الهاشمي " في إحدى المقاهي في عمان على وقع المسدسات التي افترشت الطاولة التي جلس عليها مؤسسو التجمع لوضع النظام الداخلي لهم ولتجمعهم !!!! ، وما اوردته مواقع اخرى عن تشكيل ما يُسمى " فدائيي ابوحسين " في شبكة التواصل الإجتماعي الفيسبوك !!!! وغيرها من الصفحات التي يزخر بها الفيسبوك والتي تحمل معاني قريبة ومشابهة لهذه التشكيلات وبعضها يحمل حِدَة أعمق في الطرح ومزايدة أكبر مما يتحمله أي وطني شريف يحرص على بلده واستقراره وأمنه !!!!
هل من أحد المسؤولين من سياسيين أو أمنيين من المعنيين بهذه التشكيلات والتجمعات أن يخبرنا عن الهدف من أقامتها في هذه الأوقات بالذات وبهذه المسميات التي استوردوها من دول عربية أخرى !!!!
المجال ليس متاحاً للمزايدات أو الإتهامات لمن يطالب بالإصلاحات كما عتاد المطبلون والمزمرون والمُسبَحون بحمد الحكومات ، المزايدات على وقع المسدسات والبيانات العنترية والتشبيحات هنا وهناك انتهى إلى غير جرعة ولكنهم لم يدركوا هذه الحقيقة بعد !!!!
إلى أين تيسيرون بنا ؟؟؟؟ سؤال ينبغي " عليهم " الإجابة عليه الآن وقبل فوات الاوان !!!!