الأردن.. الدولة الضعيفة !

قبل أن ندخل في موضوعنا فإن الحدیث لیس عن المواطنین الذین یعانون من الوضع الاقتصادي والمعیشي أو یطالبون بمحاربة الفساد أو .یطالبون بالإصلاح بكل أنواعھ، فمن حق الأردني أن یعبر عن رأیھ ویطالب بالإصلاح ویشكو أو یرفض سیاسات اقتصادیة لكن الحدیث عن قوى أو مجموعات سیاسیة تتغیر معادلات علاقاتھا وخطابھا ونھجھا مع الدولة ولا أقول الحكومة بتغیر الظروف المحلیة أو معادلات الاقلیم، وھو أمر عاشتھ الدولة خلال فترة الربیع العربي حینما أعتقدت ھذه القوى في حینھ أن الدولة أو كما یقولون «النظام الأردني» في حالة ضعف بل ذھبت قراءات البعض إلى أن التغییر الجذري قادم بحكم الوضع الداخلي أو الإقلیمي، ویومھا كانت الفوقیة السیاسیة ومحاولة فرض الشروط، لكن الظرف الإقلیمي والأھم الإدارة السیاسیة الداخلیة قلبت التوقعات وبقي «النظام»!!، واستمرت الدولة، ودخلت تلك القوى مرحلة الخطاب العقلاني الإجباري والمطالبة بالحوار دون شروط أو مطالب، وأصبحت الأمنیة أن یحدث أي .لقاء مع مستوى في الدولة الیوم الدولة تعیش ظرفاً اقتصادیاً صعباً لھ استحقاقات سیاسیة، ومجموعات من الناس تطالب بالإصلاح ومحاربة الفساد وتشكو من الأوضاع الاقتصادیة، وھؤلاء الأردنیون یمارسون حقھم والدولة مطالبة بالتعامل مع مطالبھم إیجابیاً، لكن المرحلة التي تعیشھا الدولة الیوم صنعت عند بعض القوى التي كانت كامنة ومعتدلة قسریاً أن تتعامل على أننا في مرحلة تشبھ ما كان علیھ الأمر عام 2011 أو 2012 ،وأن النظام كما یسموه ضعیف ویعیش أزمة كبرى، وھنا لا أتحدث عن الحكومة لأن الحكومات حالات متغیرة، لكن قناعة ھذه الجھات أن الدولة والحكم في مرحلة ضعف شدید، وأن الفرصة مواتیة للتفكیر بالطریقة التي كانت قبل سنوات سواء على مستوى تحقیق مطالب لم تكن ممكنة سابقاً أو حتى التفكیر البعید، ولھذا بدأنا نرى ونسمع ذات الخطاب وطریقة التفكیر التي كانت في بدایات ما یسمى الربیع العربي، وأصبحت المفردات لا تختلف عن لغة فرض الشروط التي كانت عندما كنا في مرحلة تعدیل الدستور أو الاستعداد لانتخابات عام 2013 ،وبدأت ھذه المجموعة أو بعضھا یتحدث على قاعدة أن الدولة تحتاج لھ، وأنھا ستخطب الود وھذه الطریقة بالتفكیر جعلتنا نرى .عبارات لا تخلو من تلویح أو تھدید مباشر وغیر مباشر ھي ذات القناعات التي أدارت بھا ھذه المجموعة علاقتھا بالدولة قبل سنوات، وأن الدولة في أزمة وحالة ضعف وأنھم البدیل الأكثر قدرةً على استغلال الحالة، وھذا الأمر یثبت أن اللغة الھادئة والمعتدلة التي كانت قبل عامین مثلاً لم تكن حالة فكریة بل ناتجة عن ضعف، ولھذا .«مع ضغط الأزمة الاقتصادیة عادت لغة مرحلة «الربیع العربي لكن ھل الدولة ضعیفة وھل «النظام» كما یقولون في أزمة من العیار الثقیل تجعلھم یمارسون الابتزاز السیاسي والاستقواء وربما أمور أخرى؟، والاجابة من الصعب أن یدركھا أصحاب الخبرة وقارئي التاریخ القریب، فوجود أزمة اقتصادیة ضاغطة ومعاناة نعیشھا جمیعاً .مواطنین ودولة لیس بوابة الاستنتاج الذي بدأنا نراه في خطاب وممارسات ھذه المجموعة