نعم لتغيير اللهجة مع العدو الصهيوني

منذ سنوات ونحن ندعم عملية السلام، ونقول دائما اننا مع السلام، ولكن في كل مرة يخرج علينا العدو الصهيوني ليظهر لنا أن تصرفاته تأتي على عكس ما نقوله، ويظهر لنا أنه لا يحترم تعهداته ولا الاتفاقيات المبرمة معه، وهذا شأن اليهود منذ عهد الرسول -صلى الله عليه وسلم- فها هو يعمل على قتل المدنيين الأبرياء في الضفة الغربية وقطاع غزة، رغم الحصار الذي ليس له مثال في التاريخ الذي يفرضه على القطاع منذ ما يقارب الأربع سنوات، حتى الأراضي المصرية لم تسلم من اعتداءاته، كما أنه شرد أكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني في معظم بقاع الأرض، الأمر الذي لم يعد معقولا ولا مقبولا لكل مسلم وعربي خاصة نحن الأردنيين الذين تربطنا بفلسطين المحبة، ومع الشعب الفلسطيني القرابة والمصاهرة، ولا غرابة في ذلك، فالقدس اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، ولها معزة متجذرة في عروقنا.

وها هو العدو الصهيوني الآن مستمر في عدوانه الغاشم وبكافة أنواع الأسلحة على قطاع غزة، فيغتال ويقتل الأبرياء ويدمر البيوت على رؤوس ساكنيها ويحرق السيارات ومن فيها بالصواريخ ويدمر المدارس ودور الحضانة والجامعات ودور العبادة ويقتل الصيادين ويغرق مراكبهم ويحول غزة الى ميدان للرماية الحرة دون رحمة او رأفة او خوف من اية دولة أو جهة إقليمية أو دولية، لأنه يعرف ان هذه الدول سوف لا يصدر عنها سوى بيانات التنديد والشجب والاستنكار لهذا العدوان الغاشم ليس إلا.

ونحن ننتظر اجتماع مجلس الجامعة العربية الذي يعقد اليوم بهدف تدارس الموقف من الحرب المعلنة من العدو الصهيوني على الشعب الفلسطيني وعلى مقدساته وعلى الأمة العربية والشارع العربي، فالجميع ينتظر بفارغ الصبر هذا الاجتماع وينتظر أن يصدر عنه الكثير من القرارات التي تشعر العدو الصهيوني بجدية المواقف العربية، خاصة في ظل التغير الحاصل في مختلف الدول العربية، في ظل ما يسمى بالربيع العربي، حيث أصبح للشعوب العربية كلمتها المؤثرة على المواقف الرسمية، وأكبر شاهد على ذلك، هو موقف الشعب المصري الذي حاصر السفارة الإسرائيلية وطالب بطرد السفير الإسرائيلي وإغلاق سفارته وقنصلياته القائمة على الأرض المصرية.

العدو الصهيوني استمرأ رفض الانصياع للقرارات الدولية مدعوما بالموقف الأميركي وتراخي الدول الأوروبية تجاه مطالبته بتنفيذ القرارات الأممية، وعلى العرب الآن أن يدعموا قيام الدولة الفلسطينية، وأن يدعموا تطبيق قرار حق عودة اللاجئين الفلسطينيين .

إصرار منظمة التحرير الفلسطينية على التوجه لمجلس الأمن ومطالبته بالاعتراف بالدولة الفلسطينية مطلع الشهر المقبل أثار جنون إسرائيل

التي تصب حممها على قطاع غزة من دون أن يردعها أحد. ولذلك وجب على الشعوب العربية ان تثور في وجه العدو الصهيوني الذي لا يحترم عهوده ومواثيقه ولا يحترم اتفاقيات السلام ويعتبر نفسه غير معني بها، مع معرفته ان جميع الدول العربية محبة للسلام وترغب فيه، وهذا ليس ضعفا منها وإنما قوة ونظرة مستقبلية للأجيال القادمة ولكن العدو المتعجرف لا يعرف مصلحته ولا مصلحة شعبه وانما يحارب لأجل تحقيق الحلم الذي يراوده منذ زمن وينادي به ليلا ونهارا وهو المشروع الصهيوني الاستئصالي الذي اصبحنا نعرفه جيدا.

المطلوب الآن هو الرد الحازم على هذا العدو الصهيوني وعلى جرائمه البشعة من خلال هذا الاجتماع العربي في  جامعة الدول العربية التي يجب أن توحد الصفوف وتنبذ الخلافات الجانبية وبلورة موقف عربي موحد وفاعل للرد على هذا العدو الصهيوني ولنا في موقف جمهورية مصر العربية القوي في سحب سفيرها من اسرائيل خير دليل على سلامة الموقف العربي المنتظر اتخاذه في هذا الاجتماع.

وكلنا أمل في أن يتمكن المجتمعون من وقف نزيف الدم الفلسطيني الشقيق.