خدمات 5 نجوم لتأمين الحراكيين



الساحة المقابلة لمستشفى الأردن، التي يتجمع فيها معارضو الحكومة وآخرون، تحظى باهتمام أمني مختلف عن القناعات الانطباعية لدى الحراكيين وغيرهم، ففي الوقت الذي «يتحرش» بعضهم بالشرطة بغية اقتيادهم الى خطأ ما، ليشبع نهمه النفسي بالفوضى، تقوم الأجهزة الأمنية لا سيما الأمن العام بتأمين تلك الساحة، والتأكد من خلوها من أية مفاجآت أمنية، تؤثر على سلامة المواطنين المحتجين، و»السهرانين» ليلة نهاية الأسبوع.
الأمن يبذل مجهودات ويحتمل كل التجاوزات بحقه، بل لا يلتفت اليها مطلقا أمام تحقيق هدفهم الأسمى وهو حماية الناس وبغض النظر عن انطباعاتهم، حيث شاهدت صورا لجهة أمنية تابعة للأمن العام، تستخدم «الكلاب البوليسية»، وتجول في كل شبر بالساحة أمام مستشفى الأردن، وتتأكد من خلوها من أية مواد قد تضر بالمعتصمين، ليس هذا فقط، بل إن من بين آلاف رجال الشرطة، الذين يؤدون الواجب مساء الخميس في الساحة وحولها، لتأمين المعتصمين والناس الآخرين، بعدم الاضرار بالمحتجين وعدم الاضرار بمصالح الشعب الذي يستخدم المرافق العامة كالشوارع والمستشفيات والمؤسسات القريبة من الساحة .. أقول إن من بين رجال الشرطة من قد مضى على التزامه بالواجب أسابيع، لم يذهب في إجازة الى أهله وأطفاله، بسبب الاجتماع العام الذي يتداعى اليه بعض الناس في ساحة مستشفى الأردن، ليشهدوا منافع لهم أو يتحدثوا بدوافع عن الشأن العام، والذي سبق له وأن تشرف بالخدمة العسكرية يدرك تماما ما هي يوميات عسكري يأتي من مناطق نائية لتأدية الواجب، ويعلم بأن بعضهم لا يمكنهم الرد على اتصالات أبنائهم وبناتهم وزوجاتهم وسائر أفراد أسرتهم كالأمهات والآباء والإخوة والأخوات، فالعسكري يدفع ضريبة «اجتماعية» لا يقدرها من لم يخدم عسكريا.. وكله لعيون الوطن والناس.
من بين الممارسات الجانبية التي تجري هناك، في تلك الساحة، هناك وصلات «ادحية»، شاهدت بعض الفيديوهات عنها، يأتي الشباب ويجتمعوا ويلتفوا في «سامر»، ويبدأوا بمخاطبة الوليف والحليف..بـ»هولو هولو ..أو هلا هلابك يا ولد»، ويسحج بالدحية واحححييّة.. يعطيهم العافية الشباب.
ومن بينهم من يمارس ميوله الطبيعية بالجدل والمهاترة والخلافات، وشاهدت أكثر من فيديو عن «هوشات ومباطحة في الساحة»، ومن بينها شخص لا تهتز في بدنه شعره حين يشتم الذات الالهية، وآخرون؛ شاهدتهم، لا يسمحون لأحد بأن يمارس حريته في التعبير، طالما أنه يخالفه الأسلوب في التعبير أو في الرأي، فيتم إبعاده بغلظة عن منصة الحديث والخطابة، أو ربما بالتشويش عليه واتهامه بالتسحيج، وكأن الرأي حصري لبعض الأشخاص والانتماءات الحزبية والسياسية، ومحرم على آخرين لهم وجهة نظرهم في حب الوطن والدفاع عنهن ولهم رأيهم في القضايا العامة المطروحة.. كلها فوضى تشكل تحديات أمنية لو دققنا النظر، فكثير من الخلافات والجدل والتزاحم على «ميكروفون» تمتد لتصبح مواقف حادة ومشاجرات ..والأمن مطلوب منه القيام بواجبه، وإن حدث خطأ ما يتحمله الأمن وليس المواطن!.
من بين الأعراف الجديدة التي ترسو في ذهنية بعض الذين لا يرون في الأردن أحدا غيرهم، ولا رأي سوى رأيهم، ولا وجهة نظر بل لا نظر الا ما تتمتع به عيونهم، أصبحوا يصنفون الناس في تفاعلهم مع الهم العام، ويتحدثون بكل المقارنات التي تدين الأطراف الرسمية وحتى الأمنية، بينما يتعامون عن نقائضها، فمثلا يخطب بعضهم: شو دخل عامل الوطن بالاجتماعات العامة والندوات والوقفات»!، هو ربما يرى في هذا الجندي البائس الذي يقوم بواجب أهم من واجبات بعض ال»مهمين» بل واجبات أكثرهم، يرى فيه بأنه «عامل وطن» لا يحق له الاشتباك مع القضايا العامة، بينما المطلوب منه «كنس نفايات المعتصمين» الذين يسيء بعضهم الى العقائد والأخلاق العامة ويعطل الحياة العامة ويعتدي على الناس !.