|
قرر أبو الرّايق التفرغ للتلفزيون. فرتب أحواله وهي لا تعني شيئا. فهو رجل تقاعد قبل مئة سنة وليس له أي عمل سوى « مناقرة « زوجته « أُم الرّايق». وبعد أن أخبره عديله « بركات « أن هناك برنامجين في التلفزيون الاردني يقدمان الجوائز « بالهّين». والأسئلة سهلة ، ويكفي ان تقول « ألو « تضمن أقل شيء مئة دينار. طبعا مش عاطلات. كما هزّ أبو الرّايق رأسه.
وما أن تقترب الساعة من السابعة والنصف حتى يكون أبو الرايق قد بلع حبة تمر ودلق كاسة عصير في فمه وانبطح تحت التلفزيون وهات يا إتصالات ، لعل وعسى يلقط الخط معه ويربح مئة دينار ـ تحت الحساب ـ ومن ثم يستعد لكسب السيارة.
ظل ابو الرايق يحاول الإتصال وزوجته تنبهه ان الموضوع «مش سهل»، لكن أبو الرايق راسه وألف سيف لازم يتصل بلكي فاز بمبلغ وحل مشاكله ودفن الفقر الى الأبد.
أيام والرجل يتحرك في البيت مثل الممسوس، فهو يعاني من فشل الإتصال من جهة ومن جهة ثانية ويله تعليقات زوجته التي تتهمه بالتبذير على أشياء تافهة وغير مضمونة.
لكن عديله بركات أخبره ان هناك برنامجا آخر بعد منتصف الليل يبعزق الجوائز ( على قفا مين يشيل)، بس قول « ألو «.
فلبد له وانتظره رغم أنه لا يسهر وعادة ما ينام قبل العاشرة. وطلب من زوجته ان تعد له « برميل / شاي» لكي يساعده على السهر. وجاء البرنامج واستبشر أبو الرايق خيرا وأخذ يتصل ويفرك بالتلفون أملا بأن يلقط الخط ويبدأ مسلسل الربح.
وسرح أبو الرايق بالاف الدنانير التي تحلق في عتمة الليل وقال كمن يهلوس : أخ بس لو أعرفلي مخرج أو مذيع واترجيته بلكي زبطني.. وأخذ يولول.
لولا صوت زوجته التي تمنت عليه ان «يلمّ نفسه» ويتوقف عن هدر اموال العائلة. ولكي تزيد من غيظه قالت له : إنت بتصدق هالحكي لو كل واحد فاز بالجوائز ما ظل فقير بالاردن.
وهنا خرج أبو الرايق الى الشارع هربا من مناكفة زوجته ومن حلم الفوز بآلاف الدنانير والسيارة والمكنسة الكهربائية والموابايل والخلاط و....!!.
talatshanaah@yahoo.com
|