تركيا وجذب الاستثمارات.. دروس وعبر



بلغ عدد طلبات الحصول على الجنسية التركية منذ قرار تعديل قانون الحصول على الجنسية عن طريق الاستثمار في سبتمبر/ أيلول الماضي 250 طلبًا بمجموع استثمارات بلغت 100 مليون دولار، خبر نقلته وكالة الانباء التركية الاناضول على لسان آقين آطالاي، المدير في شركة (VIPTurkishPass) المتخصصة بتقديم خدمات الوساطة للمستثمرين الأجانب، وذلك بعد قرار تعديل اللائحة التنفيذية حول تطبيق قانون الحصول على الجنسية، حيث خفض قرار التعديل قيمة العقار الذي يخول صاحبه التقدم للحصول على الجنسية التركية من مليون دولار إلى 250 ألف دولار، مع المحافظة على شرط عدم بيع العقار لمدة
ثلاث سنوات.
الخبر بسيط يستعرض فيه الاتراك مردود احد قوانين تشجيع الاستثمار في تركيا الا ان اللافت في الخبر ان اغلب الحاصلين على الجنسية التركية كانو من الاوروبيين الذين يملكون عقارات في تركيا اذ كشف آطالاي أن عشرات الآلاف من البريطانيين والألمان والروس يقيمون في أنطاليا بشكل دائم، وقد حصلوا على الجنسية التركية مع المحافظة على جنسيات بلادهم الأصلية.
تركيا بيئة اقتصادية جاذبة اذ لم يحتاج الكثير من الاوروبيين الى قانون منح الجنسية لتوجيه استثمارتهم الى تركيا وكان حصولهم على الجنسية بعد سنوات من الاقامة في تركيا امرا سهل حصولهم على الجنسية والانتفاع من الميزة الاضافية التي ستعود بالفائدة ايضا على الخزينة التركية بتحويل الكثير من الاوروبيين الى مواطنين بعد ان كانوا مجرد اجانب يسعون نحو الاستفادة من فروق الاسعار وانخفاض تكاليف
الحياة فيها.
قانون الجنسية ليس القانون الوحيد الجاذب للاستثمارت في تركيا فالبيئة الاقتصادية والاستثمارية شجعت الآلاف من العرب والاجانب على التوجه الى تركيا، وباتت محط اهتمام الكثير من المستثمرين للاستفادة من بيئتها الاقتصادية وبنيتها التحتية المتطورة.
المسألة بالتأكيد لا تتعلق بالجنسية بل بالبيئة الاستثمارية وهنا تكمن الفكرة الاساسية؛ فكثير من البلدان جنسيتها متاحة وبيئتها الاستثمارية طاردة عاجزة عن جذب المستثمرين حتى لو قدمت الجنسية بدون مقابل كحال الكثير من الدول الافريقية والاسيوية اذ تقبع على اعلى سلم مؤشرات الفساد
في العالم.
ختاما.. ما كان لتركيا ان تنجح في جذب المزيد من الاستثمارات في مدة قياسية عبر قانون لم يمض على نشرة في الجريدة الرسمية اكثر من ثلاثة اشهر لولا جملة من التشريعات التي تسير بالتوازي مع بنية تحتية متطورة وبيئة سياسية منفتحة ومستقرة وخالية من الفساد؛ خليط يمثل وصفة لابد من تذكرها والتأمل فيها بعمق.