أقدمت الھیئة المستقلة للانتخاب على خطوة جریئة العام الماضي 2017 باجراء الانتخابات البلدیة وانتخابات مجالس المحافظات في نفس الیوم، وحسب تقاریر وشھادات الجھات الرقابیة العالمیة والمحلیة، ووفق تقییم الھیئة المستقلة لعملھا وانجازھا لانتخابات مختلطة لاول مرة في الاردن، فقد تحقق النجاح المطلوب في ھذه الانتخابات رغم بعض الملاحظات التي لم تعتبر جوھریة لانھا لم .تؤثر في نتائج العملیة الانتخابیة ولكن وعلى ضوء ما تحقق من نجاح في الانتخابات البلدیة ومجالس المحافظات (اللامركزیة) وابرز مؤشرات ھذا النجاح الوفر المالي، ھل من الممكن اجراء الانتخابات النیابیة والبلدیة وانتخابات مجالس المحافظات في یوم واحد ولنفس السبب وھو تحقیق اكبر قدر من الوفر المالي خاصة وان الانتخابات تعتبر عملیة مكلفة جدا؟ ان تجربة الھیئة المستقلة للانتخابات تسمح لھا بالتفاؤل الى ابعد حدود والاجابة عن ھذا السؤال بتأكید القدرة على القیام بھذه المھمة دون تردد، فالیوم بعد اكثر من ست سنوات على قیام الھیئة بموجب الدستور، وبعد تجربة إجراء عدة انتخابات عامة وعدد من الانتخابات الفرعیة، فان الھیئة بما تملك من خبرة وكفاءات بشریة ودعم من الدولة ممثلة برعایة مباشرة من جلالة الملك، تستطیع ان تقدم نفسھا على انھا الجھة القادرة على تولي مھمة اجراء انتخابات عامة مختلطة نیابیة وبلدیة ومجالس محافظات في یوم واحد وضمن حزمة اجراءات .تكفل تطبیق احسن المعاییر الانتخابیة العالمیة من حیاد وشفافیة ونزاھة وفي واقع الحال ودون الافراط بالتفاؤل ثمة حاجة الى اجابة واضحة على سؤال جوھري، ھل من الممكن المجازفة بھذا القدر من المسؤولیة وتحدید یوم واحد لانتخابات مختلطة واسعة یقرر فیھ الاردنیون من یمثلھم في مجالس البلدیات ومجالس المحافظات ومجلس النواب؟ وعند ذكر المسؤولیة فاننا ھنا لا نقصد حجم العمل المطلوب ولا الامكانیات المادیة واللوجستیة التي تحتاجھا انتخابات بھذا الحجم، ولكننا نقصد المسؤولیة الاجتماعیة ودرجة تأثیر ھذه الانتخابات في المجتمع الاردني وتأثر المجتمع بنتائجھا بالنظر الى حساسیة الموضوع الانتخابي في المجتمع العشائري الاردني، وقبل النتائج لنأخذ بعین الاعتبار حجم وشكل استعداد المجتمع الاردني لھذه الانتخابات وطبیعة !.وشكل المنافسة بین العشائر خاصة واننا ھنا نتحدث عن مناصب مھمة ستحسم مصائرھا مرة واحدة وفي یوم واحد الفكرة لم تطرح بعد على نطاق واسع، لكننا وفي اطار التحول الى مجتمع دیمقراطي لا بد لنا من التفكیر في خطوات اكثر جرأة نحو بناء دولة القانون والمؤسسات وقد سبقتنا دول كثیرة الیھا، ولا یتحقق ذلك بدون القیام بعض القفزات الشجاعة المحسوبة وفي مقدمتھا عدم الانصیاع دائما للمزاج العام والرغبة الشعبیة التي اصبحت تتولى زمام الامور وتقرر نیابة عن الحكومات وتفرض سطوتھا على القرار الاصلاحي سیاسیا واقتصادیا وفي مختلف مجالات الحیاة خاصة عندما ابدت الحكومات بعض الضعف ومارست سیاسات الاسترضاء .وتنازلت عن الكثیر من صلاحیاتھا لحساب الشغب المجتمعي ولوبیات الضغط غیر الواعیة  یرى ٌ بعض من أنصار الفكرة ان التبعات الاجتماعیة لاي انتخابات في الاردن ھي واحدة من حیث السبب والنتیجة والتي غالبا ما تظھر على شكل احتجاجات وشغب تعقب خسارة ھذه العشیرة او تلك للانتخابات، وبالتالي لن یكون الضرر مضاعفا في حال جرت الانتخابات الثلاث في یوم واحد، بل العكس ھو الصحیح فإختصار التبعات وجمعھا في واقعة واحدة أھون كثیرا من التعامل معھا بعد كل انتخابات منفصلة او خاصة، والھیئة المستقلة باتت مكلفة بادارة والاشراف على انتخابات مجالس ادارة الغرف الصناعیة والتجاریة وممثلي القطاعات الصناعیة والتجاریة، وقد تكلف الھیئة لاحقا بانتخابات مجالس بعض النقابات بل وحتى الاتحادات الطلابیة، وجمیع ھذه .المؤشرات تشجع على المضي نحو التوفیر في تكالیف العملیات الانتخابیة وفي تبعاتھا الاجتماعیة والسیاسیة بطبیعة الحال