«كَركوك»... إحدى قنابِل العِراق «المُتكْتِكَة»!

 تعود أزمة كركوك (المدینة والمحافظة) ِ ل غیر ُ الم ِكتملة حكومتھ بعد انتخابات الثاني عشر من ایار الماضي,والتي تبدو(استكمال وزراء حكومة عادل عبد المھدي)وكأنھا استمرار لـِ( الحرب) التي لم تضع أوزارھا بعد, بین المكونات . ِ السیاسیة والحزبیة العراقِ ُ یة المبتلاة بداء الطائفیة والمذھبیة ھذا الداء الذي یُ ِعلن الجمیع براءتھم منھ ورفضھم إیاه وإدانتھم لھ في كل تصریح ومناسبة ،إلا أنھم كلھم (حتى من َ ر ِحم ربي) یَ ِغرفون من معینھ ویشربون منھ حتى الثمالة,ولا غرو أو مفاجأة في أن العراق وبعد قرابة ستة عشرعاما على الإحتلال الأمیركي لبلاد الرافدین في العام 2003, ما یزال أسیر» الرطانة الطائفیة المذھبیة ِ والعرقیة «,وحرب تصفیة الحسابات التي سلاحھا الرئیسي ھو تلك الآفة التي یتحدث» قادتھا «بتلك اللغة البغیضة والمقیتة ذات البُعد ِ العرقي,في كل ما یخص كركوك مدینة ِ ومحافظة.حیث»الألسنة»الثلاثة...العربِ ّي والتُركماني وخصوصا . ُ الكردي یرفُض الكرد التنازل عن إدارة كركوك ورفع العلم الكردي على مبنى َ محافظتھا،فیما یُصر ُ الم ِكونان العربي والتركماني (دع عنك نِ َسب السكان وعددھم في ھذه الحال ّ الخاصة ُ والم ِحتقنة) على عدم عودة الأمور الى ما كانت علیھ قبل 16 تشرین الأول 2017, وھو الیوم الذي ُخرى في إنتھاء السیطرة الكردیة,التي بدأت أحكمت فیھ القوات العراقیة سیطرتھا على المدینة ومطارھا العسكري،ما أسھم ضمن أمور أ َ َ مباشرة بعد الغزو الأمیركي للعراق في العام 2003,وفي الوقت ذاتھ اندلاع الخلاف والتراشق الإعلامي العنیف,المحمول على تخوین وتواطؤ بین ِ الحزبَ ْین الكردیین الكبیرین ُ الم َ مسكین أو ِ المتقاس َمین (حتى تلك اللحظة) السلطة في إقلیم كردستان العراق,وھما الحزب .(الدیمقراطي (بارزاني) والإتحاد الوطني (طالباني قَت في َ أنھارالعراق...مركَزه والإقلیم،ولم یعُد بمقدور ِ الحزبین الكبیرین إعادة الأمور في الإقلیم الى سابق عھدھا,بعد انھیار میاه كثیرة تدفّ موازین القوى التي ّ تكرست منذ تشرین الأول 2017, رغم كل محاولات الضغط ُ والإحتجاج,وتواصل «أزمة» تشكیل حكومة جدیدة في الإقلیم بعد انتخابات أیلول 2018 الماضي,التي انتھت بفوز كبیر وساحق للحزب الدیمقراطي بزعامة رئیس الإقلیم السابق مسعود ّشكل الخلاف (بین الحزبین الكردیین الكبیرین) على ُ «ح ْكِم» ُ بارزاني,وتراجع الاتحاد الوطني رغم بقائِھ في المرتبة الثانیة,حیث یُ ُّصل الخلاف كركوك,جزءاً من ھذه الأزمة ُ الم ِ تدحرجة,التي یبدو ان لا أفق یلوح لحلھا قریباً،إن لجھة الخلاف الكردي مع بغداد أم لعُمق وتأَ .الكردي ـــ الكردي حولھا المناكفة ُ الم ِ تواصلة والضربات تحت الحزام,التي تتبادلھا أطراف الأزمة داخل كركوك وبین أربیل ّ وبغداد,كر َست طابع الخلاف ِ العرقِي الذي تستفید منھ قوى سیاسیة وحزبیة ترى في استمراره مصلحة لھا,وإن كان الجمیع یسعى الى تحسین شروط ِ تفاوضھ وتعظیم مكاسبھ,وبخاصة في اتّكاء الأطراف كافة على ُ م ِستجدات الخلاف (إقرأ الصراع) الذي بدأ یأخذ طابعا ِ شخصیاً,محمولا بالطبع على بُعد ِعرقي,كما ھي حال رفض ُ الكرد لبقاء محافظ كركوك الحالي» راكان الجبوري «في موقِعھ,حیث یتّھمونَھ بالعمل على إبعادھم عن  ُالمؤسسات المھمة في المدینة وتحدیداً المؤسسات الأمنیة فیما یضع عرب المدینة والتركمان فیھا «فیتو» على اي شكل من أشكال عودة الكرد لحكم المدینة ولأي سبب أو مبرر كان.ما ِ یوصل ِ جراحیاً وحكیماً من بغداد وإربیل,لتفكیك ھذه القنبلة التي ِ یرتفع صوت تَ ْك ِتكتھا,والتي إذا ما المسألة الى طریق مسدود,یستدعي ّ تدخلاً َ انفجرت (وھو احتمال ِ وارد,رغم الاختلال في موازین القوى وجنوح أنقرة للاستثمار فیھا) فإنھا ستأخذ العراق الى مسار خطیر آخر,وكأن بلاد الرافدین في حاجة الى مزید من الأخطار والأزمات التي ما تزال تعصف بھ,بل تضعھ في عین العاصفة,وبخاصة بعد أن أعلن الرئیس الأمیركي وفي َ غطرسة وصفاقة غیر مسبوقتین,عن نِیّتھ نقل قواتھ ُ الم ِ نسحبة من سوریا,الى العراق واستخدامھا قاعدة عین الأسد ً وإزدراء لسیادة ھذین البلدین العربیین الجویة,التي ھبط فیھا ِ خلسة عشیة عید المیلاد,لضرب أھداف في سوریا,ما ِ یعكس استھتاراً الكبیرین،وإصراراً على َ مواصلة عدوانھ ِ الغاشم علیھما.وھو أمر ترفُضھ بحزم بغداد كما دمشق,وما تعاونِھما ُ وتفاھماتِھما العسكریة ُور والبروز والأمنیة الأخیرة,سوى تظھیر سریع لمشھد جدید ونوعي آخذ في التَب