لقرار الوطني الأهم في العام 2018


قرار جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، انهاء استعمال اسرائيل لاراضي الباقورة والغمر في السادس والعشرين من شهر تشرين الاول المقبل، يعتبر الاهم والاقوى والاشجع، على مستوى المملكة خلال العام الذي انتهى امس، والذي جاء تلبية وتجسيدا لارادة ورغبة شعبية عارمة، تناغمت مع توجيهات جلالة الملك السامية، بالاسراع في ابلاغ حكومة الاحتلال الاسرائيلي بالقرار الملكي وفق الاصول والاعراف المتبعة بين الدول، وعودة السيادة الاردنية المباشرة على تلك الاراضي في موعدها كما نصت على ذلك معاهدة السلام الموقعة بين الجانبين مما يتيح انتهاء استغلال اسرائيل لتلك الاراضي وخيراتها المائية والزراعية، اذ تعتبر الباقورة خزانا مائيا غنيا بالمياه الجوفية، سوف تزود المملكة بمصدر مائي استراتيجي، سيسهم في تعزيز الواقع المائي وفي تخفيف الازمة المائية في منطقة وادي الاردن، لاغراض الري والزراعة.
ربما يحاول الاحتلال الاسرائيلي تمديد مدة استعمال اراضي الباقورة والغمر، ويظهر ذلك من خلال بالونات الاختبار والاغراء في آن معا، التي يبثها بين الحين والاخر، وتشير الى قرب موافقته على تنفيذ مشروع ناقل البحرين، لكن القرار الملكي صدر، ولا يوجد اي رابط بين المسألتين المختلفتين تماما.
الكيان المحتل له اطماع واهداف في مشروع ناقل البحرين، الاستفادة من مياه المشروع المحلاة العذبة، والادعاء بأن الجانب الفلسطيني يمكن ان يعتمد على هذا المشروع كمصدر مائي وحيد، ومحاولة تنصل الاحتلال من الحقوق المائية الفلسطينية في فلسطين، الا ان الجانبين الاردني والفلسطيني كانا اذكى من الاسرائيليين في هذه المسألة بالذات، حيث نص الاتفاق الخاص بالمشروع بين الاطراف الثلاثة على الزام الاحتلال بتزويد الجانب الفلسطيني بحوالي 33 مليون مترا مكعبا من المياه سنويا لاغراض الشرب، من مصادر مائية داخل فلسطين اثباتا للحق الفلسطيني بالمياه الفلسطينية الواقعة تحت الاحتلال.
القرار الملكي وضع حدا للتغول الاسرائيلي على المياه في المنطقة، ومساعيه للسيطرة عليها واستغلالها لاغراضه واهدافه الزراعية والصناعية والاقتصادية، بطرق واساليب مختلفة وملتوية، واستخدامها اوراق ضغط لتحقيق اهداف سياسية على المدى البعيد، فهو بذلك يحقق استفادات هائلة من اي مصدر مائي يستحوذ عليه بأي طريقة تمكنه من ذلك.
لاقى قرار جلالة الملك اجماعا شعبيا ورسميا عاما، نظرا لاهميته وشجاعته، كونه يشكل قضية وطنية اردنية بامتياز، وكان من الضروري رفع يد الاحتلال عن تلك الاراضي الاردنية بكل ما فيها من خيرات، وما لها من اهمية وقدسية ومواقع استراتيجية، وينتظر الاردنيون ذلك اليوم بشغف كبير للاحتفال بتسلمهم اراضي الباقورة والغمر والى الابد.