الشيخ رائد صلاح حارس الأقصى هابته إسرائيل حرا وخشيته أسيرا

الشيخ رائد صلاح حارس الأقصى
هابته إسرائيل حرا وخشيته أسيرا
مهدي مبار عبد الله

في تموز الماضي أفرجت المحكمة الإسرائيلية في مدينة حيفا عن رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني الشيخ رائد صلاح بشروط مقيدة جدا حيث حولته إلى الافامة الجبرية في بلدة كفركنا بالجليل بعيدا عن مسقط رأسه مدينة ام الفحم وقيدت تواصله المباشر فقط مع أقربائه من الدرجتين الأولى والثانية وحظرت عليه الاتصال بوسائل الإعلام والصحافة ويوم الثلاثاء الماضي 25 /12/ 2018 مددت السلطات الإسرائيلية فرض القيد الإلكتروني على الشيخ رائد صلاح لثلاثة أشهر إضافية مع إمكانية تحويله " للحبس المنزلي " في مدينة أم الفحم بعد إدانته زوراً وبهتاناً بتهم التحريض على العنف والعنصرية وتم اعتقاله بعد حظر الحركة الإسلامية وملاحقة الأحزاب والنشطاء السياسين وهو رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني 48 ورئيس المجلس الأعلى للدعوة ومؤسسة الأقصى لأعمار المقدسات الإسلامية ومؤسسة الإغاثة الإنسانية ويُعدّ من أبرز الشخصيات الإسلامية الفلسطينية وأكثرها تَصدِّياً للسياسات العدوانية الصهيونية بحق الفلسطينيين ومُقدَّساتهم ويلقب بشيخ الأقصى لأنه لا يألو جهدا في الدفاع عن المسجد الأقصى الأسير وفضح ما يقوم به الكيان الصهيونى فى الخفاء وفي العلن من ممارسات قذرة وهو بحق لقب يستحقه وللشيخ رائد صلاح مواقف مشرفة ولا يزال بين فترة وأخرى يكشف عن أعمال وحفرية تحت المسجد الأقصى المبارك وفى محيطه وفى محيط مدينة القدس بأكملها ويكشف عن خطط اليهود الجبناء فى إقامة الكنس اليهودية فى المدينة وهدم مقابر المسلمين وبيوتهم وتشريد الآلاف من سكان مدينة القدس ومحاولاتهم ا المستمرة لتغيير التركيبة السكانية لمدينة القدس ليكون فى النهاية اليهود هم الأغلبية وكل ما يجري بحقه من اعتقال واعتداء وملاحقات هدفه تغييبه عن المشهد الوطني النضالي رغم أنشطته السلمية والمتوافقة مع القانون وقد فشل ذلك أمام صموده وتحديه وإيمانه

حيث يدرك الصهاينة جيدا أن الشيخ رائد صلاح يتمتع بنفوذ لدى الشباب الفلسطينى سواء فى الضفة الغربية أو داخل الكيان الصهيونى وهو الذى يقوم بتجميع الشباب ويتقدمهم للدفاع عن القدس والأقصى لذلك عملوا على استهدافه وتقيد نشاطه وحريته بالمطاردة والاعتقال والحبس حيث قضى مؤخرا تسعة أشهر في سجن بئر السبع الصحراوي ومنع من الاختلاط مع باقي الأسرى لداعي امنية انه يشكل خطر على امن إسرائيل ووضع في العزل الانفرادي وكانت المحكمة المركزية الإسرائيلية العليا ترفض دائما التماسات موكليه انهاء سجنه الانفرادي وقد تكررت محاولات الانتقام من الشيح رائد بصور مختلفة حتى كانت إسرائيل تلاحقه وهو داخل سجنه وتهدده بالبطش والقتل وكشف بان هناك خططا مبيتة لتصفيته داخل المعتقل بطريقه توحي بأن الوفاة حدثت لأسباب طبيعية بعد أن يأسوا من كبح جماحه في الدفاع عن القدس والأقصى وبغض النظر عن جدية هذه التهديدات الإسرائيلية فالسعي الحثيث للخلاص من الشيخ صلاح متواصل ويعود إلى دوره في شحذ الهمم في الداخل الفلسطيني للدفاع عن الأقصى بكافة الوسائل أولا وثانيا أن الشيخ أفسد مشاريع عديده للتعجيل في بناء الهيكل ثالثا تنفيذه العديد من المشاريع الكبرى لترميم المباني وعلى وجه الخصوص المصلى المرواني حيث تكرر إدارة السجون الإسرائيلية إن الشيخ صلاح يشكل خطرا دائما على أمن الدولة وهو شخصية إسلامية مؤثرة داخل الخط الأخضر

وقد منع أيضا في محبسه من مطالعة الكتب والصحف ومن الزيارات العائلية المنتظمة وكان دائما داخل السجن يلقى تعامل عنصري فض من سجانيه وهو شخصية وطنية بارزة وجماهيرية مؤثرة ولم يتردد يوما في ان يدفع حريته ثمن لمبادئه ولدفاعه عن القدس والأقصى والرباط فيه كحقّ أبديّ و ثابت لن يزول حتّى قيام السّاعة وكان دائما مثالاً وقدوة في الإخلاص والتضحية والتفاني والإقدام والشجاعة، يمثل بمسيرته الكفاحية شعلة للفجر القادم وطريفا للحرية والاستقلال وكان يدعو إلى الوحدة ونبذ كلّ مظاهر العنف والإكراه ورأب التّصدّعات القيادات الدينية الملتزمة الاسلامية والمسيحية والدرزية صاحب سيرة نبيلة وعطرة علامة بارزة في العطاء والفداء ولم يعد شخصية فلسطينية فحسب بل أصبح شخصية إسلامية عالمية كلمته لو واقعها وقوتها عند العالم أجمع ما جعلته يتبوأ مكانة كبيرة في التاريخ الوطني الفلسطيني وفي قلوب الفلسطينيين ابناء الوطن الامة

ورغم كل العقوبات التي تفرضها إسرائيل على الشيخ رائد صلاح فانها لم تجبره على المساومة أوالتنازل عن حقه في الدفاع عن القدس والمسجد الأقص وكما اكد في اكثر من مرة حتى لو تم اعتقاله 30 عاماً فلن يتنازل عن حقه ولن يصمت صوته في الدفاع عن فلسطين وحقها ومقدساته وان ما تفرضه تفرضه دولة الاحتلال الإسرائيلي على الشيخ صلاح هو عقاب سياسي بامتياز هدفه الرئيسي القضاء على قادة الحركة والمشروع الإسلامي في الداخل المحتل الذين طالما فضحوا بمواقفهم وتحركاتهم جرائم الاحتلال بحق القضية الفلسطينية ومقدساتنها وقد نجح الشيخ رائد صلاح في تحويل ونقل قضية القدس من محلية إلى عربية وإسلامية وحتى دولية وهذا الأمر أزعج الاحتلال كثيراً وأضر بكل المخططات التي كان تحضرها للاستفراد بالمسجد الأقصى ومدينة القدس المحتلة وهو يجوب الأرض شرقا وغربا حاملا قضيته على كتفه حاملا كفنه على كفيه لا يتعب ولا يمل ولا ييأس يكلم كل قوم بلغتهم يحدثهم عن الأقصى وتاريخه وآثاره يحدثهم عن أحقية المسلمين فى هذا المسجد دون غيرهم يحدثهم بالعقل والمنطق والحجة والدليل ويرد على الأكاذيب الصهيونية ويفندها ويدعو الناس إلى معرفة الحقيقة ونصرتها ويحذر الناس من يوم يستيقظون فيه فلا يجدوا للأقصى أثرا فيضيع تاريخهم وتضيع أرضهم وتراثهم

هذا البطل المغوار الشيخ الجليل والمجاهد الكبير الذى أفنى عمره في الجهاد لا ينسى أن يؤكد فى كل مناسبة أنه على استعداد أن يفدي الأقصى بروحه ودمه فقد قال بعد الحكم عليه بسخرية واستهزاء تنم عن صلابة وشجاعة لا مثيل له ( سنبقى نؤكد بالروح بالدم نفديك يا أقصى، حتى نستبشر بيوم قريب يزول فيه الاحتلال الإسرائيلي عن القدس والمسجد الأقصى ) وهو الذي رفض مرات عديدة بكل شموخ عروض قدمن له من خلال المخابرات الإسرائيلية للقاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أو وزير الداخلية أرييه درعي كما تَعرَّض لمحاولة اغتيال على يد قوات الاحتلال خلال مواجهات انتفاضة الأقصى، وأصيب برصاصة في وجهه وشارك في أسطول الحرية سعياً لفك الحصار عن قطاع غزة حيث تَعرَّض الأسطول لهجوم من السفن الحربية الصهيونية في حينه وقد حاز على جائزة الملك فيصل بن عبدالعزيز لعام 2013 وتقلُّد مهمَّة رئيس مؤسَّسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلاَميَّة وَ رئيس الإغاثة الإنسانيَّة في فلسطين المُحتلَّة ولا تنسى جهوده الإصلاحيَّة والاجتماعيَّة الكبيرة عند تَرؤُسه الحركة الإسلاَميَّة بين عامي ١٩٩٦ و٢٠٠١ وهو من المبادرين لإعمار كثير من المشروعات في المسجد الأقصى بالتعاون مع إدارة الأوقاف الإسلاميَّة في القدس ولَجنة إعمار المسجد الأقصى المبارك وقُبَّة الصَّخرة المُشرَّفَة وأول من كشف النقاب عن النفق الذي عمله المحتلُّون تحت الأقصى

ولد الشيخ رائد صلاح سليمان أبو شقرة المحاجة إلى أسرة فلسطينية تَمسَّكت بأرضها ورفضت التهجير في عام ١٩٤٨ بمدينة أم الفحم كبرى المدن العربية في شمال فلسطين المحتلة،في 10 نوفمبر 1958 نشأ في أسرة متكونة من 7 أفراد ووالده كان ظابطا في الشرطة الإسرائيلية وهو متزوج ولديه 8 أولاد حصل على بكالوريوس في الشريعة من الجامعة الإسلامية في الخليل
وأخيرا تحية إكبار واعتزاز وتقدير لشيخ الأقصى والمناضلين المجاهدين في سبيل الله والمقدسات رائد صلاح ولكل المناضلين الفلسطينيين الشرفاء الصامدين في وجه العدو الصهيوني في الداخل المحتل
mahdimubarak@gmail.com







.