تجربة عام ...والاستعداد لعام قادم
تجربة عام ...والاستعداد لعام قادم
المراجعة والتقييم والتوقف أمام الذات، لإعادة الحسابات ومعرفة أين أصبنا وأين أخطأنا، والبناء على ما تم اكتسابه وما ترتب على تجربة عام مضى شكل بالنسبة لي أرضية مناسبة لإيجاد استخلاصات تجربة فريدة لدروس مستفادة، أكدت على القناعات الثابتة ورسخت الثقافة والعلم والتخصص في مجال الاعلام والتدريب والتنمية البشرية .
عام مضى فيه الكثير مما يمكن أن يقال على الصعيد الإنساني ...وعلى صعيد التجربة العملية، والتي بمجملها تجربة فريدة ونوعية أضافت لي الكثير، وأكسبتني من الخبرات والمعرفة ما يمكنني من الإستعداد لعام قادم وأنا أكثر قوة وقدرة، وحتى أتمكن بعون الله من تأكيد الكثير من القناعات التي تتوارد، والتي أرى فيها امكانية عالية للرقي بالإنسان وجعله بمرحلة الإنسان الإيجابي، الذي يضفي على من حوله الأمال والأحلام المشروعة ...كما يدفع إلى العمل والمثابرة والصبر والجلد وعدم الإستهانة والإستكانة .
عام يمضي قدمنا فيه ما نستطيع ...وأعطينا بما نمتلك ، وحاولنا قدر استطاعتنا أن نكون قدر المسؤولية المتواضعة التي تحملناها بحكم المهنة الإعلامية وعلوم التنمية البشرية لأجل خلق انسان ايجابي ومساعدته على تجاوز الصعاب والمحن ، وحالة البؤس والياس والاحباط ، وحتى يتمكن من زرع أمال متجددة لحياة افضل .
تجربة العام الذي يمضي حمل الكثير من رسائل العتاب ...كما الرجاء والأمل على كل من قصر بحق نفسه ومجتمعه ...والرجاء بالعمل والعطاء لأجل وطن لازال يحتاج الجميع منا، والأمال برؤية السعادة والقناعة والإيمان لنصنع من خلالهم قيمة العطاء الإيجابي ونشر الثقافة التفاؤلية ومحاربة كافة أسباب اليأس والإحباط .
عام يمضي فقدنا الكثير من القيم ..كما فقدنا الكثير من الأعزاء على قلوبنا من شبابنا وامهاتنا وشيوخنا ، فقدنا الكثير في ظل مسيرة العطاء والتضحية والعمل، بحكم قناعة الانسان التي لم تتوقف للحظة واحدة ، ومدى القناعات الراسخة بأن التضحية تعبير عن الوفاء ..وان انكار الذات ونشر السعادة مهمة صعبة، لكنها ليست مستحيلة لمن يمتلك انسانية عالية ولمن اعتاد على ثقافة قادرة عن الدفاع عن المظلومين، وتصويب مسار الانسان بما يحمل من خير ومحبة وانسانية عالية .
تجارب لا تعد ولا تحصى ونحن نشاهد الكثير من شبابنا وفتياتنا وهم يحصدون اعلى الجوائز في مجال التعليم والعلوم والاداب ليثبت شبابنا أنهم قادرين على العمل في ظل الظروف الصعبة، كما انهم قادرين على الانجاز وحصاد الجوائز بما يمتلكون من ابداع وابتكار واجتهاد .
عام يمضي بكل ثقل ايامه ..وظلمة لياليه، لكنه عام من العمر الطويل باذن الله والذي نستخلص فيه ما نستطيع من تجربة الايام بكل ما فيها وعليها تجربة نكتسبها في مجال المهنة والاتصال المباشر مع مجموعات من الشباب والفتيات، والذين يسعون الى تطوير ذاتهم وقدراتهم وامكانياتهم ومدى التغير الحادث في منهجية فكرهم وسلوكهم .
سعادة لا توصف وأنا أشعر بحكم التجربة العملية لهذا العام، وأنا أنجز الكثير مما تم التخطيط له ...وما تم البناء عليه من برامج تدريبية قام على استيعابها والعمل عليها مجموعات خيرة من شبابنا وفتياتنا، والذين أبدعوا بأكثر من التوقعات، وابتكروا بافضل مما هو متاح ، واستثمروا وقتهم افضل استثمار، وحاربوا وقت فراغهم بالمزيد من العلم والمهارات المكتسبة .
عام يمضي سعدت فيه بكل ما انجزت ..وبكل ما عملت ..كما تألمت فيه لكل قصور او عجز في الاداء، نتيجة لظروف تفوق القدرات والامكانيات ولكنه بالمجمل عام انجاز وعطاء ، عام فخر واعتزاز ، عام يسجل لي ولمن حولي، ولكل من ساعد على انجاح البرامج التدريبية وايصالها للعشرات بل للمئات من الطلاب والطالبات وعلى مستويات عديدة .
عام يمضي بفرحة ما اشاهد من تغيرات في السلوك ..ومن تطور في منهجية الفكر، وما يتراكم من ثقافة ووعي ننلمسه بالعديد من المواقف .
عام يمضي بتجربته الفريدة ..لندخل لعام قادم نأمل فيه أن يكون العطاء أكبر، وأن تكون النتائج أكثر، وأن نشاهد كل من كانوا معنا وهم أكثر قدرة وعطاء وعمل ونجاح .
المدربة الدولية والاعلامية : ريم زنداح
وكل عام وأنتم بخير