طبخات

طبخات

 

أمس وفور انتهاء صلاة التراويح ، تجمعت مجموعة من النساء على باب المسجد ، واظنهم جددوا السهرة ، ولم يكفهم " طق الحنك " داخل المسجد ، فكان لا بد ان يكملوا الحديث " في حته طراوة " – على قولة اخواننا المصرين .

 

بصراحة كان الاجتماع مهم وحساس للغاية ، فالظاهر ان النسوة واقعات في حيرة ، فالواحدة منهن لم تعد تعرف ماذا تطبخ في الغد .

 

قالت احد النساء : والله اني محتارة مش عارفة شو بدي اطبخ ، مقلوبة اكلناها الاسبوع الماضي ، منسف ، اكلناه اول يوم ، سمك ، بعطش ، أي والله الوحدة مش عارفة شو تطبخ " .

 

ولكون الموضوع حساس ، ولكون هناك واحدة يدل مظهرها أنها فهمانة ، فقد أقترحت احضار طعام جاهز وريحي حالك .

 

امرأة اخرى دللت على حديث الاولى وشدت على كلامها " معك حق " ، والله مش عارفين شو نطبخ ، كل الاكلات اكلناها ما ضل اشي ، ولسه ضايل عشر أيام من رمضان .

 

لم اكن انوي استراق السمع ، ولكن بدا لي الامر على انه قضية قومية ، تخللها بعض الطرافة ، والصوت كان عاليا نوعا ما .

 

عندما عدت الى منزلي جلست احاول كتابة مقال ، فوجدت نفسي في مصف تلك النسوة ، لم يعدن يعرفن ماذا يطبخن ، وانا كذلك لم اعد اعرف ماذا اكتب .

 

 فالتعديلات تكلمنا عنها قبل أيام ، والاصلاح بالنسبة لنا مثل عدس الفقير ، فطور غدا عشا ، والفساد شندويشات ما بين الوجبات ، والفقر مثل الماء بالنسبة لنا " عالطالعة وعالنازلة " ، والبطالة " بزر مطلقاتنا " ، وفلافل الحياة الكريمة ورفاهية المواطن هو لحمة الفقراء أمثالنا .

 

أساسا لا تختلف الكتابة عن الطبخة ، كلاهما يحتاج الى بهارات وملح ونار احيانا تكون تحتها هادئة ، او عالية حسب المضمون والغاية .

 

الفرق الوحيد ، الاقلام الحرة لا تعرف المقالات الجاهزة .

 

 

 

المحامي خلدون محمد الرواشدة

Khaldon00f@yahoo.com