تكملة مناجاة فقيد الأمة المرحوم الشريف حسين رحمه الله
تكملة مناجاة فقيد الأمة المرحوم الشريف حسين رحمه الله
سيدي لك الرحمة والمغفرة في هذه الأيام المباركة، وجعلك الله من عتقاء شهر رمضان المبارك وجزاك الله الأجر والثواب منا على الحياة الكريمة التي ضحيت من أجلنا وبقيت إلى آخر لحظة من حياتك الحافلة بالعطاء تشهر على راحتنا وبناء مستقبلنا. ولكن يا سيدي لا تلومني بأنني أخاطبك لأنه لم اعد أتحمل وأستوعب ما الذي يجري في وطن بناه الحسين العظيم على المحبة والعطاء والأخوة والمواقف المشرفة التي يفتخر بها كل أردني. فيا سيدي لقد تبدل كل شيء فالفساد عم وطم والواسطة والمحسوبية انتشرت كالمرض الخبيث وهل تعلم يا سيدي بأن أراضي الدولة الأردنية أصبحت جورعة لكل مسؤول ومتنفذ وكل من يستطيع أن تصل يده إلى أراضي وممتلكات الدولة وكأن الأردن دولة ووطن سائب. وهل تعلم يا سيدي بأن الحكومات التي تتشكل الآن بعضهم من يحلق رؤوسهم ويلبسون الأساور ولم نعرفهم من قبل ولا نعرف من أين جاءوا ولم نسمع بهم من قبل ولم يكون لهم بصمات في تاريخ بناء البلد من قبل وهم يا سيدي لا يعرفون بالأردن سوى الكرسي والمال وبالتالي نتج ردة فعل عند المواطنين من مسيرات وأعتصامات وكانت المطالبات قبل ستة شهور تطالب بمحاربة الفساد والعدالة وعدم توريث المناصب والقضاء على البطالة، ولكن الآن يا سيدي المطالبات بدأت تكبر وتكبر ككرة الثلج وهذا كله لعدم شعور المواطن بأن الإصلاح قريب المنال بسبب قوة الشد العكسي ضد الإصلاح التي تقاتل بشدة على مصالحها الخاصة وهم كثر يا سيدي. وهنا يا سيدي لا بد من القول بأن جميع ما علمتنا أياه من الحب والوفاء للوطن والولاء للقيادة الهاشمية جميعها في مهب الريح نتيجة هذه المجموعة التي جاءت علينا وشعارها الليبرالية والإنتفاح على العالم وهي شعارات تم من خلالها بيع جميع مؤسسات الدولة وضربت البلاد موجه من الفساد والإنحلال. فيا سيدي لا بد من الإشارة الى أن سيد البلاد غير راضي عن تصرفات تلك المجموعة والله يكون بعونه عليهم فهو يطلب ويأمر بالإصلاح وقوة الشد العكسي بالمرصاد أعانه الله عليهم. فمثلاً تم تشكيل لجنة صياغة الدستور ولجنة الانتخاب والأحزاب ويا للأسف كان بعض أعضائها هم من قوة الشد العكسي ولم ترقى لرؤى الملك ولا مطالب المواطنين والغريب العجيب بأن الإعلام الرسمي يخدع القيادة والشعب ويأتي كل يوم في نشرة الأخبار بخمسة أفراد من كل محافظة يؤيدون ما جاء في لجنة تعديل الدستور ولجنة قانون الانتخاب والأحزاب والمراقب يلاحظ بأنهم نفس الوجوه في جميع المناسبات وهذا ما يدل على أن الأعلام الرسمي خلف الحدث وليس أمام الحدث. ولكن أعان الله الملك عبدالله على ما هو فيه والشيء الوحيد الثابت بأن الشعب الأردني بأغلبيته المطلقة وراء القيادة الهاشمية ولم ولن يقبل بالمساس بالولاء المطلق لسيد البلاد وسوف نصل بعون الله إلى ما يتطلع إليه القائد والشعب إلى ما يتمناه الملك للبلاد من خير ورفاه اقتصادي وحرية وديمقراطية حقيقة وهؤلاء هم بني هاشم سبط الرسول صل الله عليه وسلم الذين نذروا أنفسهم للعرب والمسلمين والله ولي التوفيق