شاهد على جدل حاد داخل المسجد الحرام

ان من يكرمه الله ويشرفه بزيارة بلد الحرمين الشريفين والقيام بمناسك الحج او العمرة ، يلحظ مقدار الجهد والامكانيات التي توفرها حكومة خادم الحرمين الشريفين للحجيج والمعتمرين لتمكينهم من اداء المناسك بكل يسر وسهولة ، اضافة الى توفير كامل الخدمات الضرورية للحجيج والمعتمرين وعلى مدار ٢٤ ساعة ، وان ما يقدم منهم إزاء المسجد الحرام ، والمسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة من العناية لحمايتهما ودفع الأذى عنهما وعن سكانهما ، وعمن يقصدهما من العمار والحجاج والزوار طاعة لله ، وتعظيماً لأمر الله عز وجل ، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعوناً للجميع على طاعة الله لهو امر عظيم ، والله يقول سبحانه وتعالى: ( وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ )

ويقول سبحانه: ( وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنسَانَ لَف ِ خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْر )

 

فكيف اذا علمنا ان عدد  زوار الحرمين الشريفين لا يقل عن مليون زائرعلى مدار الساعة ، بأستثناء موسم الحج ورمضان ، حيث يزيد العدد عن  ثلاثة ملايين حاج ومعتمرعلى مدار الساعة في هذين الموسمين ، وان الحديث عن الجهد وعن حجم الامكانيات التي تقدم لامرعظيم وكبيرجدا،  ولا يمكن بأي حال من الاحوال القاء الضوء عليه او تفصيله بمقالة من اسطر ، وان هذا الجهد العظيم الذي يقدم ليملي علينا شعوب وحكومات ان ندعوا الله عز وجل ان يحفظ السعودية قيادة وحكومة وشعب ، وان يكون هذا الجهد والعمل المبارك في ميزان حسناتهم وصحائف اعمالهم ،

 

ومن المواقف التي اذهلتني وذكرتني بقول رسول الرحمة وخاتم الانبياء والمرسلين سيدنا محمد عليه افضل الصلاة والتسليم

« مَن فطَّر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء »

 

جدل حاد حصل امامي خلال هذا الشهر الكريم داخل المسجد الحرام  قبل اذان المغرب  بين اثنين من اهل مكة من اصحاب موائد الرحمن ، وكان سبب الجدل قيام احدهم بفرش مفرش السفرة الذي يستخدم لوضع  موائد الرحمن في مكان مخصص للشخص الآخر، وان المشاهد لحالة الانفعال التي بدت على ذلك الشخص الذي شعر بأن غيره يريد ان يسلبه اجر اطعام عدد لا بأس به من المصلين  الصائمين ، ليعجب اشد العجب من هذه الثلة الصالحة من ابناء الامة ، الذين يتركون اسرهم بغيابهم عنهم الساعات الطويلة ، ويفرغون انفسهم في هذا الشهر الفضيل لتقديم ما تجود به انفسهم من الطعام والشراب للصائمين من المعتمرين والمصلين ، في الوقت الذي تجد فيه آخرين من ابناء هذه الامة ممن لايعطون لهذا الشهر الكريم اي اعتبار ،  وشهر الرحمة والمغفرة والتواصل والتراحم لا يحرك فيهم ساكن ، ولا هم لهم الا ما يتحصلوا عليه من حطام هذه الدنيا الفانية ، ليس عندهم حق لا للسائل ولا للمحروم ، ومنهم من اذا  جلس مجلس يعجبك حديثه عن الخير وعن صلة الارحام ، وان فعل الخير بريء منه براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام  ، ورحمه مقطوم غير موصول  في رمضان  و في غير رمضان ،

وغيره  يغضب اشد الغضب ممن يريد ان يحرمه اجر اطعام صائم غريب ديار لا يبتغي من ذلك الا مرضاة الله عز وجل ويبيع دنياه وينفق ماله بسخاء ليفوز بالآخرة شتان ما بين الثرى والثرية

وصدق رسولنا الكريم حين قال ( ما نقصت صدقة من مال ، وما زاد الله عبدا بعفو الا عز ،  وما تواضع احد لله الا رفعه )

اسأل الله العظيم ان يديم علينا الخير ويملأ حياتنا بالحب والود  والرحمة ، وان يديم الخير بيننا وان يختم  بالصالحات اعمالنا ، وان يجعلنا من عتقاء شهر رمضان من النيرن انه ولي ذلك والقادر عليه