عملية ايلات لصالح من .. !

 

 أحاول في هذه القراءة المغايرة تقديم وجهة نظر وقراءة حقيقية ، حول باطن عملية ايلات الأخيرة  ولوضعها في الميزان وتقييم نتائجها بين الايجابيات والسلبيات ، إذ إنني أرى في أن ظاهرها الرحمة وباطنها خرابنا والفشل والعذاب وخدمة الموقف والذرائع والمسوغات  الإسرائيلية  ، ومحاولتي هنا للإجابة على سؤالي الذي طرحته على نفسي أولا وانقله بين يدي القرّاء  للدراسة والتمحيص ، ولعلي أكون مخطئا فيما ذهبت إليه !

لقد استغلت الآلة الإعلامية الإسرائيلية ولوبيات الصهيونية المنتشرة والمتنفذة عملية ايلات  ، التي وقعت  بالتزامن مع  ، دور نيابي أمريكي لأحد ابرز أعضاء الحزب الديمقراطي الأمريكي باتريك  ليهي ، الذي يعد راعى رسمي لقانون 1997 الذي يمنع الولايات المتحدة من تمويل الوحدات العسكرية الخارجية في حال اشتباهها في انتهاكات حقوق الإنسان أو جرائم حرب ،  ولوقف المساعدات العسكرية التسليحية والمادية لعدد من الوحدات العسكرية الإسرائيلية  ، وحجب المساعدة عن وحدة سلاح البحرية الإسرائيلية " شيتيت 13" ووحدة "دوفديفان" السرية ووحدة سلاح الجو الإسرائيلي "شالداج" ، التي هاجمت سفينة (مافي مار مرا) التركية، وقتلت تسعة نشطاء كانوا يشاركون في أسطول كسر الحصار عن قطاع غزة ، هذا بالإضافة إلى نشاط غير عادي لنتنياهو والخارجية الإسرائيلية وسفرائها في الخارج ، لإحباط المحاولة الفلسطينية للحصول على اعتراف بدولة فلسطين فى الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال شهر سبتمبر المقبل  ، حيث أن أهم بنود الخطة هو إقناع الدول بعدم الاعتراف بفلسطين ،  واستغلال رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتانياهو للعملية للهروب من الأزمة الاقتصادية والاجتماعية الحادة والاحتجاجات داخل إسرائيل  ، ونشاط صهيوني يعمل على إقناع الكونغرس بربط المساعدات المصرية بالالتزام بمعاهدة السلام

مع إسرائيل .

وبهذا اعتقد أن عملية ايلات في حقيقتها قدمت خدمت جليلة للموقف الإسرائيلي وعملت على إقناع العالم لوقف ضغوطاته وتعاطفه ، وعدم  إبداء أدنى  رحمة اوشفقة مع الحالة الفلسطينية في عدد من القضايا التي ذكرتها ، والتي كادت أن تتحقق لولا حادثة ايلات التي قدمت صدمة نفسية للمتعاطفين ، وأظهرت سلامة القمع والعنف والإرهاب الإسرائيلي وشرعتنه ، على اعتبار أن دولة العدو تواجه محيطا هائجا من الإرهاب ، يجعلها مستفزة تبيح استعمال كل الأسلحة لتدافع عن كيانها ووجودها ... اعتقد ان ايلات قدمت خدمة جليلة للموقف الصهيوني على طبق من ذهب لأنها عملت على إحراج وإضعاف موقف الداعمين وتقودهم إلى أن ينأون عن مواقفهم وجهودهم بامتياز وإفشالها  .

ولا اعلم إن كانت العملية صناعة موسادية بامتياز ولكنها بلحى مركبة  وسراويل قصيرة ومساويك مترية فالأمر يحتاج إلى خبير استخباراتي رغم أن الإجابات التي قدمناها تقدم قراءة صادقة وقد آن الأوان لكشف الغث من السمين  !