مبالغات في الحديث عن استدارة أردنية



زيارة الرزاز لتركيا وللعراق، وكذلك الحديث عن زيارة قريبة لوزير الخارجية، ايمن الصفدي، الى موسكو، لا يعني بحال من الاحوال ان الاردن مقبل على تدوير زاوية حلفائه او البدء بمرحلة جديدة.
حتى حديث الملك امام الكتاب الصحفيين عن سوريا وعودة العلاقة كما في السابق، لا تعني اكثر من المقاربة الاقتصادية، وحتى لو كان الحديث يشمل العلاقات السياسية فهذا لا يحتمل اننا بصدد اعادة النظر في تحالفاتنا مع الرياض وواشنطن.
طبعا هذا لا يمنع ان الاردن سيصبح اكثر انفتاحا في قادم الشهور على تركيا وموسكو والدوحة، فهناك قبضة للحلفاء بدأت بالتراجع، وهذا يمنح مزيد مساحة من المناورة.
هناك مصالح، وازمات تعيشها البلد، لا يمكن انتظار تراخي الحلفاء ليقدموا لنا شيئا، وهنا اقصد ازمتنا الاقتصادية، والتحدي الجديد بعد انسحاب اميركا من سوريا، وكذلك الملف الفلسطيني.
لذلك لابد من انفتاح معقول على عواصم حالت ظروف سابقة دون الالتفات اليها، لكن، مرة اخرى، هذا لا يعني استدارات في التحالفات، فالاردن لا يملك الامكانية ولا الرغبة في القيام بذلك.
نعم للحديث مع موسكو وترتيب الاوضاع معها فيما يتعلق بالملف السوري، وذلك ليس بالجديد، فقد دشناه سابقا ولا مشكلة مع اعادة انتاجه ورفع مستوى حميميته.
بالنسبة للاتراك، فالاردن لم يقطع شعرة معاوية معهم كما القطريين، ورفع مستوى وزخم العلاقة متاح الان ومفيد، لكنه لا زال يتسم بالحذر والحسابات.
لذلك، لا يمكن تحميل نشاطنا الدبلوماسي فوق ما يحتمل، فالاردن لا زال يوارب ويداري الجميع، لا يريد اغضاب احد، ويعنيه ارضاء الجميع، وتلك مهمة لا تحتمل ذاك الضجيج الاعلامي او الرغائبية التي يتقمصها البعض.