عندما كنت طالبةً على مقاعدِ الدراسة، ومع بدايةِ كلّ فصلٍ جديد، أجَدتُ استخدام حروف الاستقبال والتسويف "سأكون مجتهدة، سأُرتبُ خطّي، سأتابع دروسي كي لا تتراكم" لكنّي لم أحفظْ إلا الدرسَ الأولَ من كلّ كتاب، ولم أُرتبْ سوى الصفحةَ الأولى من كلّ دفتر .
كذلك نحن الآن على مشارفِ نهايةِ عامٍ جديدٍ وبدايةِ آخر، نستخدم تلك الحروف، وكأننا سنرتدي ثوبًا جديدًا نظيفًا خاليًا من البقع، فنتوقعُ أنّ حياتنا ستتغيّرُ للأفضل، وننسى أنّ الزمن ما هو إلا وعاءٌ نملؤه بأفعالنا .

ستستمرُ الاحتفالات وتتراقصُ الأمنيات، ولنْ تتوقفَ السنوات، فَلنَتأمّلَ كؤوسَنا الممتلئة، نَنظرُ لما أنجزتْ سواعِدُنا، نرسمُ أهدافَنا بتَمعّن، نُغذّي عقولَنا كما نُغذي أجسادنا لِتكونَ حصنًا منيعا .

دُمتُم أَحبتي...
كالغيثِ بجمالِه يزرعُ داخلنا ألفَ زهرةٍ، ويتركُ ابتسامةً تَملؤ القلبَ حياة.
nesreenalfqeeh@gmail.com