الدولار الأمريكي يتراجع كعملة احتياط عالمية والعالم ينحى لتنويع الموجودات

اخبار البلد-

إن التنويع هو أحد أقدم المبادئ التي يحاول الناس من خلالها المحافظة على ثرواتهم وكذلك الدول، مهما قلت تلك الثروات، والتنويع لم يُصمم لتعظيم الأرباح أو خفض التكاليف فحسب، بل للحد من الإخفاق والفشل، فالأصل أن لا يوضع كل البيض في سلة واحدة، كما ليس بالضرورة سلامة كل البيض.
يصدر صندوق النقد الدولي IMF بيانات ربع سنوية عن احتياطي النقد الأجنبي الرسمي COFER، على شكل بيانات ربع سنوية لثماني بلدان يتم الإبلاغ عنها، تشمل الدولار الأمريكي، واليورو، والين الياباني، والجنيه الاسترليني، والدولار الاسترالي، والدولار الكندي، والفرنك السويسري، إضافة للعملة الصينية، ويتم الإبلاغ عن تلك البيانات إلى صندوق النقد الدولي على أساس طوعي وسري، ويوجد 164 مراسلاً من البلدان الأعضاء في صندوق النقد الدولي، وعدد من البلدان غير الأعضاء، وكيانات أخرى لديها احتياطيات من العملات الأجنبية، حيث يتم نشر البيانات علناً وبشكل مجمل حماية لمعلومات كل دولة على حدة.
ويلحظ المتتبع لتقارير COFER إشارات مقلقة بشأن بقاء الدولار الأمريكي، العملة الاحتياطية العالمية، فهي تكشف انخفاض نصيبه من تلك الاحتياطيات على التوالي ليصل لأدنى مستوى له في الربع الثاني حيث بلغ 62 % تقريبا.
وبررت الصحيفة الاسترالية SYDNEY MORNING HERALD ذلك الانخفاض، بأن البنوك المركزية الأجنبية، وصناديق الثروة السيادية والمستثمرين يرون ازدياد مخاطر الاحتفاظ بالدولار، وذلك بسبب الاقتراض غير المسبوق للحكومة الأمريكية لسداد عجز ميزانيتها الذي قارب التريليون دولار، مما يجعل الدولار معرضاً لخطر أنه لم يعد عملة الاحتياط الرئيسية في العالم.
ويبدو بوضوح تراجع الدولار الأمريكي كعملة احتياط عالمية. لكن هذا التراجع لن يكون سريعاً بل سيحتاج فترات طويلة من الزمن لافتقاد البديل، فاليورو بعيد نسبياً عن مستوى الدولار الأمريكي كاحتياطي، وقد أدت أزمة 2008 لإيقاف الاقبال عليه.