إعلام بلا جدوى



إعلام هزيل ويترنح وبالكاد يمكن للقراء على قلتهم هذه الايام ان يجدوا جديدا فيه، والكتاب في الصحف لم يعد الاهتمام بما يكتبونه يوميا او اسبوعيا فيه ما يلفت وبات مجرد كلام مكرر لإملاء فراغ وما عاد هناك تفاعل عكسي بينهم وفيما يتناولونه مع الجمهور الذي تحول عنهم الى وسائط اخرى يجدها اكثر جدوى ومعرفة.
والحال لا يختلف في المحطات التلفزيونية المحلية التي لا يشاهدها الا قلة قليلة اضافة لبرامجها التقليدية التي لا تثير اهتماما بما فيها تلك الحوارية السياسية حتى وان كان ضيوف الحلقات رؤساء حكومات او نوابا او حزبيين ونخبا وحتى مهما كانت القضية التي تطرح للنقاش.
والسبب بطبيعة الحال قلة الامكانيات المالية والمهنية وانعدام القدرة على الترويج والمنافسة، وغير ذلك طبيعة اصحابها الذين ليس لديهم رؤية محددة او انه بات معلوما كيف توجه وممن بما يجعلها ليست محط اكتراث. ولا يختلف الحال في المحطات الاذاعية او انه أسوأ باعتبار الاعتماد على كل ما هو خفيف وهابط في اغلب الاحيان، والامر الوصفي ليس تجنيا هنا طالما لا يوجد مجرد بحث واحد او استطلاع رأي او اي امر آخر يثبت عكسه.
الحال الاعلامي الاردني على ما هو عليه يحقق عكس المطلوب دائما، فهو بدل ان يوحد الرأي العام يفرقه ويشتته، وبدل ان يصنع ثقافة وطنية يستنسخ دائما ما لا ينطبق على واقع البلد، وبدل ان يرفع من قيمة المواطن يهبط فيها، وهو ايضا لا يعالج التشوهات ولا يروج للجيد، والمصيبة الاكبر ان كل الوسائل تنقل عن بعضها البعض وحرفيا ما ادى الى انعدام الثقة بما ينشر، وليس غائبا ان الصحف الثلاث الاكثر انتشارا حسب رأي الحكومة تصدر يوميا بذات العناوين وذات الاخبار وتعتمد وكالة بترا اكثر من الصحفيين فيها.
حديث الملك مع كتاب صحفيين اردنيين ستستفيد مما فيه من رسائل سياسية للداخل والخارج وكالات الصحافة الاجنبية، ولسوف يكتفى منه هنا بما بثته وكالة بترا امس، وليس اكثر وكما جاء بالعناوين العامة والمنتقاة وفيها ما بين السطور اكثر.