اايهما يفضل لص ام فاسد


اسعد كغيري عندما نسمع ان هناك من سقطت عنه ورقه التوت وتعرى وان هناك طبولا تدق مؤذنه بحرب على الفساد والفاسدين واتسائل  هل عالم الجريمه بالماضي كان عالما اكثر انسانية مقارنه بعالم الجرائم في هذه الايام وهل كان اشد رحمه من الحكم على جرائم . يرتكبها اليوم لصوص شيك يرتدون البدل الأنيقة التى تخفى كروشهم الممتدة أمام أجسادهم القزمة ، وربطات العنق التى تزغلل العين بألوانها الجميلة التى تخفى سواد قلوبهم ، وعمى بصائرهم وبصيرتهم
ونحتار بماذا نسميهم لصوص ام فاسدين ام حيتان ام ام ....ساسميهم لصوص
لانهم لايحبذون هذه الصفه ونكايه بهم ... فلصوص اليوم نراهم بسياراتهم الفارهة تفتح لهم الأبواب وتفتح لهم صالات كبار الزوار وتكسر لهم الحواجز وتؤمن لهم الحراسة المشددة لحمايتهم ولا أدرى من يحمى من وممن ؟
وتسير لهم المواكب الصاخبة التى تغلق الشوارع والممرات أمام مواكبهم وتقف لهم العناصر لتعطى لهم التمام تحية إجلال وتقديرا لمناصبهم الحساسة ، وتنحني لهم الهامات .
روائح عطورهم الباريسية الفواحة لم تعد قادرة على إخفاء روائح فسادهم الكريهة النتنة ..
واذا عددنا أشكال وانواع الفساد سنجد أننا بحاجة لآلاف الصفحات وبدون مبالغة ربما لا تكفى .. أوكار تنتشر هنا وهناك لهذا الفساد والكذب والنفاق والضحك على الشعوب التى تتضور جوعا .....وقد بات الفقر آفة المجتمعات يقضى على ثروة بشرية هائلة كان من الممكن الاستفادة منها فى شتى المجالات ولكن للأسف وجود سياسات الفشل بامتياز حال دون تحقيق ذلك .

فى الماضي كان اللص يسجن عند ارتكابه جريمة السرقة التى لم تتجاوز احيانا رغيفا يسد فيه الحرامي رمقه او يطعم اطفاله وما ان يخرج من المسائله او الحجز حتى يتوارى خجلا عن أعين الناس حين تكتشف جريمته وتشيع بين أهل الحي او يترك البلدة ويبتعد عنه القاصي والداني وكانه مكروب فتاك ويظل اسمه الحرامي .... اجا الحرامي راح الحرامي
حتى بعد الممات ويبقى فى صحبة هذا اللص عار لايمحى وشبهة مسيئة لسمعة الشرفاء

واليوم سبحان الله ينتشر الحراميه في كل مكان كالطواويس نراهم ينحنون لهم ويعتذرون لهم ويدعونهم الى الولائم والموائد ويجلسونهم في صدر البيت ويتسابقون على السلام عليهم والتمسح بهم والاشادة بهم تزلفا وتقريبا وهم يعلمون حقيقتهم اعني من يسرق.... اوم من يرتشي او يهدر المال العام وينفق منها على الانتريهات والمكيفات ، وتجديد الحمامات والسيارات وتغيير الموكيت والسجاد والبرادي ويقدم الاعطيات والمكافات والتنفيعات لمن يراه يستحق ..... بينما طوابير الفقراء والمحتاجين طوابير العاطلين عن العمل طوابير الذين لاييتقنون فن التمثيل والتزمير والتطبيل ومن لم يجد ثمن عزومه للبيك تتسع ويتضورون جوعا والعطش والمرض والحاجة تزداد ..
ويظل السؤال..... من يحاسب هؤلاء الفجرة ؟الذين سرقواالشعب لقمه العيش وباعوا موجودات وممتلكات الوطن واشتروا الضمائر الخربه وحكموا وتسيدوا بمال الشعب ومع هذا لم يجرؤ احد ان يطلق عليهم لقب حرامي حتى ولا فاسد ...ولم يرحل ايا منهم بل سكن الوطن واصبح سرطانا يستشري والالم يعصر قلوب اهله ويظل الســـــــــــــؤال .
من يعريهم ويسميهم بالاسم الصحيح من يجرؤ على محاسبتهم من يجبرهم على رد أموال الشعب المنهوبة وممتلكاته المسلوبة ؟ وان كانت كل تلك التقاريرالتي اوردتها الجهات لمختصة خرجت لتستفز مشاعر الشعب وتؤكد له أن السادة ممن صدقوا أنفسهم بأنهم أكابر البلد وعلية القوم المنزهون المعصومون من كل خطأ

ومن الذي يجبرهم على تجريدهم من كل دينار او دولار لانهم لايتعاملون بالدينار الغير مستقر سعر صرفه يمكن اخذ ه من المال العام بدون وجه حق ..
أصبح واجب على كل اردني حر ان يعرف إن هؤلاء ا هم أسباب فقره وجوعه ومعاناته وانتحاره نتيجة عجزه و دفعه فواتير الغلاء المعيشي والارتفاع الجنوني في أسعار السلع الاستهلاكية إلى محاولة الانتحار عبر إشعال النيران في نفسه وشقته) .
وكان الموت أصبح خيار الشعب الوحيد بينما يصبح خيار الاخر هو التمادي في الفساد ونهبها لأموال شعب مقهور مغلوب على أمره دون محاسبة ودون اتخاذ اى إجراء لدفع اللص لرد مسروقاته ..

فمتى بالله عليكم نغير خياراتنا ونختار الحياة بشرف وكرامة وإصرار تام على استرداد الحقوق مهما كلفنا الأمر وان كان الموت هو مصيرنا على يد تلك العصابات ألا بجدر بنا اختيار الموت دفاعا عن حق مسلوب بدلا من الموت انتحارا واستسلاما لواقع مهزوم ؟

ألا يحق لنا التصدي لطوفان الفساد ومحاسبة مرتكبيه بدلا من ترك اللص ينعم بما سلب وبما نهب من أموال لاحق له فيها ؟ وبالقانون او تغولا عليه سيان
من هنا فاني اخاطب الضمير الحي ان نختاردائما الاقدر على فهم حقيقتنا وحقيقة جوعنا وعطشنا نختار من يستطيع الوقوف بوجه تلك الفئة الفاسدة ولا ينجرف اليها لاسمح الله ....نريد المشرع القادر الكفؤ ....فالنيابه مهمتها تشريع ومحاسبه .....نريد من يسن قانونا يعمل على محاسبه اللصوص وتسميتهم باسمائهم الحقيقية لصوص و مصادرة أموال كل من تسول له نفسه إهدار المال العام أو التصرف فى الممتلكات العامة أوالخاصة دون تفويض من الشعب ..
لاتغليظ قوانين لمن يقول الحقيقة ويكشف المستور ويعريهم من ورقه التوت

الكل اصبح تواقا و يتمنى ان يرى يوما ولو بواحدا من هؤلاء الفاسدين يحاسب على جرائمه وسوء استخدامه لسلطاته ،او سوء إدارته ..و رد الأموال المنهوبة الى اهلها الى الشعب لتحسين أحوال البلاد والعباد .. وان يكون هناك رقابة مشددة على اصحاب النفوذ ورعاه الامه الذين زرعوا بارض يطيب لها ان تنبت مثلهم .
هنا فقط استطيع ان اقول كلمتي و احكم على اداء الحكومة ايا كانت والدوائر والمؤسسات التي تعنى بالفساد والفاسدين ونرى انجازات حكوماتنا الغراء ، وتفوقها على حكومات العالم فى محاسبة مصاصي دم الشعوب .
وليعرف العالم ان احد أسباب ارتفاع نسبة الفقر هو اثمان تغيير مكاتب والازهار والبرادي والسيارات والدعوات والمكافات والمكيفات بغير حق لأنهم أسمى من كل البشر لا يجلسون إلا فى مكاتب فارهة تتكلف الملايين حتى يتسنى لهم إدارة مصالح الشعب بهدوء وفى جو خيالى ومريح لا يعكر صفوهم صرخة جوعان او انين حالم برغيف الخبز معدته خاوية .. وليطلع العالم على أسباب صرخة الغلابى عندما تعلو لتصل صداها الى السماء ويداها مرفوعه ولسانها يلهج بالذكر والدعاء عليهم بالسم الهارى ان شا الله يطفحه كل من تسول له نفسه خيانه الامانه الموكوله له والمسؤوليه والواجب

. pressziad@yahoo.com