شيء غريب !

كانت مناسبة بهيجة يوم الخميس الماضي عندما أطلقت بلدية مأدبا الكبرى إستراتيجيتها للأعوام الثلاثة المقبلة من رحاب جامعة الشرق الأوسط ، وتحت رعاية وزيرة التخطيط والتعاون الدولي الدكتورة ماري قعوار ، ولم تكن الجامعة مجرد موقع لإطلاق الإستراتيجية بل كانت شريكا فاعلا في إعدادها ، وفي لجنتها التوجيهية العليا ، ممثلة بنائب رئيس مجلس الأمناء لشؤون المسؤولية المجتمعية الدكتورة سناء شقوارة .

وقدمت بلدية مأدبا الكبرى ورئيسها المهندس أحمد الأزايده نموذجا راقيا في كيفية إعداد إستراتيجية شاركت في تحديد محاورها ، ورسم مشاريعها ، ووضعها في صورتها النهائية جميع الأطراف ذات العلاقة ، وفق أفضل المعايير العالمية المتبعة في إعداد الإستراتيجيات ، ومن بينها اعتماد مؤسسة أكاديمية بحثية ، تنفذ معظم مشاريع مسؤوليتها المجتمعية في محافظة مادبا ، وتعقد شاراكات مع العديد من مؤسساتها ، ومن بينها معهد فن الفسيفساء والترميم ، الذي يعتبر واحدا من أهم المعاهد العربية على الإطلاق .

والإستراتيجية بالطبع تلبي طموحات مواطني مأدبا ، وتعمل على تطوير مرافقها ، وتأخذ في الاعتبار الميزة التنافسية لها ، كموقع سياحي ، يعتبر أساسيا على خارطة السياحة في الأردن فضلا عن أنها ترجمت بصورة عملية الشراكة الحقة بين القطاعين العام والخاص .

الشيء الغريب أن بعض وسائل الإعلام الحكومية قررت اسقاط كلمة نائب رئيس مجلس أمناء جامعة الشرق الأوسط من بين الكلمات رغم أن الكلمة جاءت في صميم القيمة الموضوعية لتلك الإستراتيجية التي ضربت بها البلدية أروع الأمثلة على الشراكة بينها وبين القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني ، أما بعض المواقع فقد نسبت للمجهول مكان إطلاق الإستراتيجية " أطلقت في مأدبا " هكذا ، وكأن في ذلك ما يحقق هدفا ما غير الهدف المهني الذي غاب لأسباب أرغب أن أقول أنني لست أعرفها !

لا أظن أن أحدا يعرفني يمكن أن يتصور أنني عاتب بشأن الجامعة ، أو لسبب شخصي ، وإنما أردت أن أبين من هذه الحادثة " البسيطة " الخلل الواضح في فهم العلاقة بين القطاعين الخاص والعام ، خاصة عندما يتعلق الأمر بالتخطيط والتفكير والإدارة الإستراتيجية على المستوى الوطني ، من أجل النهوض ببلدنا الحبيب ، والوفاء بواجبه علينا في تحقيق نهضته ، وتلبية طموحات شعبه ، وتعزيز قوته في مواجهة المخاطر والتحديات !