سيدي ...ما أجمل العدل للمظلومين

قال تعالى : (وقال الملك ائتوني به فلما جاءه الرسول قال ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن إن ربي بكيدهن عليم ( . 

عندما قرر حاكم مصر الإفراج عن سيدنا يوسف عليه السلام وجعله لديه مكين وبعد مرور السنين على ظلمه من قبل من هم مقربين من ملك مصر رفض سيدنا يوسف الخروج قبل بيان الحقيقة الناصعة التي كان يتحلى بها ويلبسها حتى جعلت ملك مصر شغوف لا بل متلهف أن يعرف وان يعلم من هو هذا الإنسان المظلوم في دياره ولقناعته بأنه لا يظلم احد في بلاده التي هو حاكمها ولان العدل أساس الملك,ولإظهار ما وقع على ذلك النبي من ظلم وقهر وافتراء. 

نعم , بات شغله الشاغل بيان وإنصاف ما وقع على ذلك إلانسان في مملكة مصر من ظلم وقهر لم يرتكبه ولا خطيئة يستحق عليها ظلمه وسجنه تلك السنين ولم يكن في يوم من الأيام إلا المخلص والمحافظ على اليد التي امتدت له بالخير ولم يرمي حجرا في بئرا شرب منه . 

ولقد منَ الله علينا بهذه السورة في القران الكريم لتكون عبرة صالحة لكل زمان ومكان ومثل لكل المظلومين الذين كانوا ضحية الظلم والافتراء وتصفية الحسابات في هذه الدنيا الفانية . 

وعندما نرى في هذا الزمن الذي أصبح مرتعا للظلم والافتراء ولأصحاب المصالح والأجندات التي لا يروا فيها إلا القضاء وتنحية كل من هو غيور ومخلص ونزيه أمثال النزيه عادل القضاة الذي أفنى عمره مخلصا غيورا منتميا لوطنه . 

عمل صامتا... وأعطى صامتا... وسجن صامتا ...لم يتكلم لأنه مؤمن بما عمل وأعطى متكلا على الله ولم ينطق إلا بالحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه , امتثل لأمر الله بما أصابه من كرب وشدة . 

دعاءه دائما أن يكون هذا البلد أمنا مطمئنا ويداه مرفوعتان إلى رب العزة أن يحفظ الأردن وقائده الذي بات عالما بما لحق به من ظلم فأمر أن ينظر بما حل به من كرب . 

نعم , كيف لا وهم الهاشميون أسباط الرسول صلى الله عليه وسلم أصحاب الرسالة الإلهية شمسهم ستشرق وتنير وتنصف طريق المظلومين شمس ستشرق بالعدل والإنصاف, وما أجمل العدل والإنصاف يا سيدي !