الاردنيون يرضون بالقليل ... ولكن
الاردني لا يريد اكثر من بيت يعيش فيه , ودخل يستره ويستر اسرته , وعمل يعفيه من مد يده للاخرين لانه يعرف ان هذا التصرف يحط من كرامته وعزته لانه تربى على عزة النفس , اضافهالى توفير خدمات تسهل له سبل العيش الكريم .
ان هذه المعادلة البسيطة التي يعيش من خلالها الاردنيين لا تزال عقبه على الحكومات الاردنية المتعاقبه , ولا تريد فهمها وحلها بابسط القرارات واقل التكاليف لان كل حكومة تاتي ترحل المشاكل والقضايا للحكومة التي تليها بحيث تراكمت المشكلات والقضايا ولهذا لا بد من حكومة تحس بمشاعر الموطنين واحاسيسهم ومتطلباتهم البسيطة .. حكومة يتفاعل اعضاؤها مع الناس في مناطقهم في انحاء الوطن .
جميل ان تفكر حكومة الرزاز بحزء من مشكلات الوطن وهي البطاله فقد اعدت برنامجا وطنيا لتشغيل حوالي 30 الف عاطل عن العمل خلال برنامج خدمة الوطن , ولو استمر هذا البرنامج خمس سنوت لتم تقليص مشكلة البطالة الى اكثر من ( 80) بالمئه .
اردت ان اسوق هذه المقدمة عن حاجة الاردنيين ومتطلباتهم البسيطة لاعود بالذاكرة الى عام 1996 في عهد حكومة دولة السيد عبد الكريم الكباريتي الذي كان له نظرة ثاقبه ومستقبلية لحل بعض القضايا والمشكلات وكان دولته يريد ان يعرف ما هي هموم وحاجات المواطن الاردني ويتلمس احاسيسهم واحتياجاتهم .
وقد لجأ دولته الى الاعلام ودور الاعلام في ابراز هذه المشكلات والاحتياجات لتقوم الحكومة بحلها , بحيث طلب دولته من عطوفة السيد عبدالله العتوم الذي كان انذاك مديرا لوكالة الانباء الاردنية ان يختار فريقا لاعداد برنامجا تلفزيونيا باســـــــم ( حوار الاهل ) يلتقي هذا البرنامج مع العديد من شرائح المجتمع في جميع محافظات المملكة .
فاختارني عطوفته انا شفيق عبيدات لان اكون معدا للبرنامج وهو مقدم حلقات البرنامج وفعلا بدأت ورشة العمل ابتداء من محافظة اربد وانتهاء بمحافظة العقبه , بلقاء فعاليات عديدة من ابناء كل المحافظات في (11) محافظة , فكان مقدم البرنامج عطوفة عبدالله العتوم يستمع لاراء المواطنين ومتطلباتهم واحتياجاتهم , ويتم تسجيلها تلفزيونيا وتبث على مدى ساعة كاملة لكل حلقه على شاشة التلفزيون الاردني .
وقد استنتجت انا وعطوفته ان احتياجات المواطنين الاردنيين في كلالمحافظات لا يزيد عن بعض الخدمات ومن بينها التعليم والصحة وخدمات الطرق والمياه والكهرباء وتوفير فرص العمل وغيرها من الخدمات البسيطة غيرالمعقدة وهي طموح الاردنيين فقط , بحيث تم تقدير كلف هذه الخدمات في ال (11) محافظة بمبلغ لا يزيد عن (300) مليون دينار انذاك .
وبعد ان استمع دولة عبد الكريم الكباريتي الى كامل الحلقات تبين له ان احتياجات الادنيين بسيطة غير مكلفه , حيث بدأت حكومة ( ابو عون ) باعداد الخطط والبرامج لتنفيذ العديد منهاحيث بدأت هذه المشاريع في محافظة الكرك عندما رعى دولته الاحتفال الذي اقيم في المحافظة يوم 13/11/1996 بمناسبة عيد ميلاد المعفور له الحسين بن طلال الذي صادف يوم 14/11 , وقد اعلن دولة الكباريتي خلال الاحتفال عن مشروعين كبيرين هما: طريق القطرانه – الكرك والمدينة الصناعية في الكرك .
المعروف عن الاردنيين انهم شعب قنوع يريد العيش ببساطة ولا يريد ان يعيش برفاهية عالية . يحبون وطنهم ويضحون من اجلهعلى ان لا تنتزع كرامتهم وكبرياءهم .