َمن بَعدَ «البشیر». سیھبِط في مطار دمشق؟

ذھب بعض ُ المعلّقین بعیداً في قراءاتھم لأبعاد الزیارة السریّة أو ِ المفاجئة او غیر ُ المتوقَّعة ّ (سمھا لدمشق,كأول «زعیم» عربي یھبط في مطار ما ِ شئت),التي قام بھا الرئیس السوداني عمر البشیر َ العاصمة السوریة بعد أزید من سبع سنوات,ان َخرطت فیھ معظم الدول العربیة في الحرب على ِر بعض العرب ُ جھدا او یضیع فرصة لإطباق الحصار على سوریا بشكل أو آخر,ولم یُوفّ ِ وتجاریاً,محمولاً ذلك ُ كلھ ِ اقتصادیاً «النظام»السوري,سواء كان سیاسیاً أم دبلوماسیاً وخصوصاً على مقاطعة ِ شاملة وانخراط بحماسة ُ مفرطة في تزوید المنظمات والجماعات الإرھابیة(أیّاً كان خطابھا ومرجعیاتھا),بكل ما یلزم من عتاد وعدید وأموال وملاذات آمنة ّ ومنصات إعلامیة,حتى ِلو الجماعات الارھابیة) قد باتوا على قناعة,بان سقوط «النظام» بدا للحظة,ان ھؤلاء ُ (مشغّ السوري لم یعد سوى مسألة وقت.بل ھم أسھموا في»توفیر»قادة سوریا َ الجدیدة,واقتس َمت بعض العواصم العربیة بدعم غربي وخصوصاً أمیركي وتركي,المناصب والمواقع والحصص التي َ بالمعارضة السوریة،ما «استولدوه» من ِ ھیاكل سیتولاھا ُ م َرتزقتھا, ممن ُ و ِصفوا ُم َصطنعة,كالمجلس الوطني السوري اولاً,ثم أطاحوه لصالح ھیكل كرتوني جدید اطلقوا علیھ وصف»إئتلاف الثورة َ والمعار َ ضة»أشرفَت َس على رأسھا نصر ِجل ُ على ولادتھ ورعایتھ ھیلاري كلینتون,الى ان انتھى الامر بما تبقّى من ُ م َعارضات ّ «تذررت»..بـ»ھیئة ُ تفاوض»أ الحریري الذي لا یجد الآن َ من یجتمع بھ او یُھاتفھ،ناھیك عن «الحكومات السوریة المؤقتة»التي استولدوھا ھي الأخرى ونفخوا فیھا عبثاً,لكنھا خیّبَت الآمال ولم یجد فیھا ال ُمشغّل التركي خصوصاً,اي فائدة سوى ّ التلطي خلفھا واستخدامھا قناعا لغزو الاراضي السوریة .واحتلالھا والبدء بتتریك اریافھا ومدنھا ..ما علینا أغلَقَت حقائق المیادین العسكریة الباب على ُ مخطط إسقاط الدولة السوریة,ولم یعد ثمة امام َ جبھة او ِ تحالف او معسكر داعمي ومشغّلي الجماعات الارھابیة,سوى الانكفاء او الاعتراف بالھزیمة او استدراك ما یمكن استدراكھ,بعد ان تغیّرت المعادلات الاقلیمیة وبات م بھ بعض العرب بدعم من عواصم الغرب الاستعماري,في حكم ُ المنتھي، الامر الذي مشروع»الھیمنة على سوریا ِ واستتباعھا»الذي َ حلُ ّ حضر لأجواء استوجب التفكیر بخیارات سیاسیة او دبلوماسیة اخرى,على شكل استدارات او ّ تحركات وإشارات تأخذ طابَع المفاجأة, وتُ ,ومناخات جدیدة، لا تعترف بفشل مشروعھا بقدر ما تحاول الالتفاف علیھ والایحاء بانھا في صدد العودة الى»ثوابت» عربیة قدیمة طالما ادارت لھا معظم الانظمة العربیة ظھورھا,ورأت فیھا وبخاصة میثاق الجامعة العربیة,»تراثا» قدیما آن الأوان لتجدیده او إطاحتھ لصالح نظام عربي جدید بقیادات وخطاب سیاسي ُ م ِختلف,یلحظ تعریفا ُ مغایرا «للعدو» ویؤسس لمعادلات وتحالفات اقلیمیة,لا ّ تتمسك بخطاب «عروبي» ِ یصفونھ بـ»ال َخشبِي»لم یَعُد َ من یدافَعون عنھ,یمتلكون القدرة ولا الامكانات لتسویقھ حتى داخل المجتمعات العربیة.التي أسھمت بعض الانظمة العربیة ال ِ داعمة الى استیلاد خطاب عربي جدید(وعصري كما یصفونھ),في تفخیخھا وإفقارھا وتجویعھا,ودفع شبابھا الى ّ التزمت ّ والتطرف والغُلو,المترافِق بل المحمول على ُ عنف وتكفیر وفتاوى .تبیح القتل والسبي والإغتصاب

 
ھل ابتعدنا عن اسباب وتداعیات ومفاجآت زیارة «البشیر» لدمشق؟ لیس تماما بل ان زیارة الجنرال السوداني «السریة» التي لم یتم الكشف عنھا الا بعد انتھائھا،ما كان لھا ان تتم لولا ارتباطھا الوثیق بما انتھت الیھ سنوات الحرب السبع على سوریا،وما ترتّب على المشھد الجدید الذي فرض نفسھ على المنطقة بعد ھزیمة مشروع اسقاط الدولة السوریة، وتقسیم المنطقة ونشر الفوضى فیھا.لھذا وبصرف النظر عن الأبعاد «السودانیة»وخصائص وسیاسات النظام نظام الجنرال البشیر وتقلّبات وتنقّلاتھ ِ المفاجئة بین المعسكرات والأحلاف القدیمة او المستجدة في المنطقة وعلى تخومھا وربما عبرھا،فان الزیارة في ّ عما ْر َضھ على دمشق,فضلاً حد ذاتھا أحدثت «خرقاً»أیّاً كان حجمھ,في جدار الحصار الذي اراد بعض العرب وبتحریض ودعم غربي فَ یمكن لھذه الزیارة ان تُؤشر علیھ من فشل وبؤس في الدور الذي نھضت بھ جامعة الدول العربیة,التي استخدمھا البعض العربي والغربي خصوصاً في بدایة الحرب على ّ سوریة,كمنصة لعزلھا وحصارھا,وترویج وتسویق لمعارضات سوریة ُ مصطنعة,تم خلالھا توظیف أسوأ انواع معارك تصفیة الحسابات والاحقاد الشخصیة وغیرھا من َ المقاربات الردیئة,التي ِ حفل بھا الخطاب السیاسي العربي منذ صعود أنور السادات الى الحكم,وبروز أدوار جدیدة/قدیمة لأنظمة عربیة ُ معیّ َ نة,ظنّت ان فرصتھا قد حانت للانتقام من «التاریخ»الذي كتبتھ خمسینات .وستینات القرن الماضي في السطر الأخیر،أیّاً كانت القراءات لأبعاد وتداعیات واصداء زیارة الرئیس السوداني لدمشق,فان ما یلفت الانتباه في المشھد الجدید ھي «الھستیریا» التي استبدّت بما تبقّى من رموز بالیة وباھتة َ للمعارضات السوریة على تلك َ الزیارة,وح ْملَة الاساءة والشیّطنة للجنرال البشیر،الذي راھنت بعض َ المعارضات على بعض مواقفھ وتحالفاتھ طوال الفترة الماضیة،لكنھا وجدت نفسھا وقد ازدادت ُ عزلتھا ّ وتعمق إفلاسھا وبخاصة إدراكھا ان زیارة البشیر لن تكون الاخیرة لدمشق,وستتبعھا زیارات ورسائل و»وساطات» ُ م ِ فاجئة «جداً»‘من أطراف ِ عون حدوثھا حتى في أسوأ كوابیسھم َو ٍل ُ ,لم یكن ھؤلاء المفلسون البائسون,یتوقّ .و