مبادرة الخير الإماراتية لتسديد ديون الغارمات


عندما يصبح الفقر جريمة وتُسجن على وقع سطوته النساء الأردنيات فيصبحن شرعا غارمات وفي وقت لا زالت النساء تعتبر أساس البيت وعماده فمن خلالهن يأتي الازدهار والرخاء أو خراب وهلاك الأسرة فإذا غابت المرأة عن بيتها لعدة ساعات يتعرض البيت لحالة من الفوضى ولن ينعم بالاستقرار والنظام إلا بعد عودتها أما إذا كانت المرأة من الغارمات وغابت عن بيتها لسبب خارج عن إرادتها كالسجن بسبب تراكم ديونها فيكون بيتها أكثر عرضة للتفكك والهلاك وضياع وفساد الأبناء وفي مبادرة خير إماراتية فريدة و نبيلة لامست قلوب ووجدان الأردنيين وأكدت دورها الإنساني في تحويل مخاوف وأحزان السيدات وأُسرهن إلى فرح وسكينة بعد طول خوف وانتظار وعذاب وهي الأولى من نوعها خارج الإمارات وفي " عام زايد الخير " وبأمر من سمو الشيخ حمدان بن زايد ال نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة ورئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي الذي أكد على ان هذه الخطوة الإماراتية تأتي في إطار تعزيز مبادرات الهلال الأحمر النوعية ومد يد العون والمساعدة لنسوة تجمعنا بهن صلات العروبة والإسلام والدم وفك كربهن ومنحهن الفرصة من جديد لممارسة حياتهن الطبيعة دون خوف أو جزع ولتفريج كربة الغارمات اللواتي أوقعتهن ظروفهن الصعبة في قبضة الديون حيث تبنت الهيئة مبادرة سموه بصورة عاجلة وتكفلت بسداد ديون 1700 امرأة من الغارمات في الأردن ومن السجينات حاليا ووقف ملاحقة السيدات المطلوبات للتنفيذ القضائي على خلقية قضايا مالية تتعلق بالقروض من خلال سدادها وحصولهن على " كف طلب " وبعد أن كان عدد المشمولات 500 وبقيمته 400 ألف دينار (مليوني درهم اماراتي) لسداد ديون هؤلاء الغارمات

وهي بادرة إنسانية واجتماعية تأتي ضمن مساعي دولة الإمارات للوقوف مع فئات المجتمع المختلفة وتقديم المساعدات للمحتاجين في الدول العربية وبدور حيوي في فهم وحدة الهمّ الإنساني العربي المشترك وبرؤى وخطوات سبّاقة على الدوام في جميع المحافل الإنسانية والاجتماعية وفي عام خير ووفاء تعكس فيه دولة الإمارات ما جسده الوالد المؤسس المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان طيب الله ثراه من مبادئ وقيم لا تزال الأساس الصلب الذي نهضت عليه الدولة وتخليدا لذكراه وقيمه محليا وإقليميا وعربيا وعالمياً وعلى ذات الدرب والمسيرة نشأ واقتدى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وإخوانهما أصحاب السمو الشيوخ حكام الإمارات في السير على هذا النهج القويم وترسيخ مكانة الدولة كعنصر فاعل ومبادر للخير والعطاء الإنساني في الداخل والخارج وهم يرددون بصوت عال واعتزاز كبير قولهم (عندما يفاخر الناس بإنجازاتهم فنحن نفاخر بأننا أبناء زايد الخير وعندما يتحدث الناس عن تاريخهم فنحن نتحدث عن تاريخ طويل من الخير بدأ مع قيام دولتنا الفتيه )

وتعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة من الدول العربية القليلة التي تعمل على التواصل مع الشعوب العربية بطريقة مباشرة وتمدهم بالدعم والعون بطريقة حضارية بعيدة عن الإثارة أو الدعاية والبهرجة الإعلامية وهذا يدل على نبل الأخلاق وسمو النفس لدى هذا الشعب الأصيل وإن المجتمع الإماراتي بفطرته يحمل في داخله روح الإيثار وحب عمل الخير وأن المبادرات الإنسانية هي من شيم أبناء الإمارات والذين لم يترددوا يوما في مد يد العون للمحتاجين في مشارق الأرض ومغاربها حتى أصبحت إمارات الخير منارة وواحة للإنسانية وقاطرة للعمل الخيري ومثالاً يحتذى به في الإخوة والمحبة والإنسانية وترسيخ ثقافة العطاء والعمل الإنساني والتطوعي وأن دولة الإمارات العربية المتحدة تعتبر رائدة في العمل الإنساني وسباقة دوماً في إطلاق المبادرات الخيرية التي تُعلي من قيمة الإنسان وتحرص على صيانة كرامته

وتسعى هذه المبادرة أليوم الى تحقيق عدد من المقاصد الخيرة منها فك ضائقة تلك النساء وإتاحة الفرصة أمامهن للإقبال من جديد على الحياة والانخراط في المجتمع بتفاؤل وأمل كبيرين وإعطائهن وأبنائهن وذويهن فرصة لحياة جديدة يملؤها الأمل بمستقبل أفضل ورسم البسمة على وجوه أطفالهن بعد لم شملهم مع أمهاتهم

ونحن هنا في الأردن نقدر عاليا و نثمن دائما دور ومبادرات الأشقاء الإماراتيين وتفاعلهم الإنساني مع مختلف القضايا وهذه المبادرة السامية والمحترمة لا تنفصل عن مبادرات عدّة تسهم في مجالات اجتماعية وتنموية تدعم الأُسر وتحفظ للأمهات والزوجات والأرامل وجميع الغارمات العيش الكريم واعادة الاطمئنان لمئات الأُسر التي اضطرت نتيجة ظروفها المالية المتعثرة للاستدانة عن طريق الأمهات والزوجات وربات البيوت والعاملات فالسيدات الأردنيات في النهاية متعفّفات ولم يكن متاحاً أمامهن سوى مواجهة مصيرا مخيفً بعد اللجوء للقروض لتوفير لقمة العيش الكريمة لأُسرهن أو شراء احتياجات ضرورية ليومهن بعدما تكالبت عليهن الظروف فجاءت المبادرة الإماراتية كطوق نجاة لهن وهذا عهدنا مع أشقائنا الإماراتيين وهم على الدوام يبادرون إلى الخير على امتداد الوطن العربي وخارجه إنصافاً للإنسانية

وقد سجّلت المبادرة الإماراتية نقلة شاملة ووافية بأعداد كبيرة خصوصاً للسيدات اللاتي يقمن بإعالة أُسرهن نتيجة مرض أو وفاة الزوج وهنّ عديدات وعليهنّ تراكمات مالية كبيرة وهاهي دولة الإمارات تُثبت في كل مرة رجاحة بوصلتها العروبية والإنسانية قيادة وحكومة وشعب بعدما أصبحت الأولى عربياً على مستوى إغاثة ومساعدة المحتاجين دون تمييز مما جعلها مصدر فخر واعتزاز لكل عربي ومسلم

. شكرا دولة الإمارات العربية المتحدة والشكر الموصول لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي لقد وقفت قيادة الإمارات العربية وشعبها بجانب إخوانهم الأردنيين في كل المحن التي ألمت بهم وقد أعطوا ومازالوا يعطون بلا منٍّ ولا أذىً والشكر العظيم لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة صاحب اليد البيضاء والقلب الإنساني المرهف والشكر المتواتر لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبى والشكر الجزيل لسمو الشيخ حمدان بن زايد ال نهيان وكل الشكر الأخوي لأهل الإمارات الكرام فقد كنتم على قدر طموحاتنا بكم وجددتم الأمل لدينا بان العروبة لا يزال فيها خير كثير

اللهم أحفظ دولة الإمارات الشقيقة رئيسا ونائبا وولي عهد وحكام وشكراً ثانية لكم جميعاً على قيادتكم الحكيمة واهتمامكم بشعبكم وأبناء أمتكم وسدد الله خطاهم على طريق الخير والرشاد ووفقهم وأدام على أرضكم إمارات زايد الخير وعلى شعبها نعمة الأمن والأمان والتقدم والازدهار في ظل ظل قائدها وربّان سفينتها سمو الشيخ خليفة بن زايد ومن القلب والضمير نقول لكم جازاكم الله عنا خير الجزاء وجعلها في ميزان حسناتكم ورحم الله مؤسس البلاد طيب الذكر والخالد في قلب كل عربي أصيل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه وتقبله بواسع رحمته وجناته مع الشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا


mahdimubarak@gmail.com‏