صعود العمل الشعبوي


تضرب العالم حاليا، وتضرب بلادنا معه، موجات تسونامي «صعود السياسات الشعبوية» المتلاحقة المتعاظمة، التي نجمت عن اهتزاز الثقة وفقدانها بالنخب السياسية والاقتصادية القائدة، وعن الاثام التي ارتكبتها او التي ارتكبت تحت انظارها دون ان تتمكن من منعها او حتى محاولة منعها. وهكذا تحملها الموجات الشعبية، خراب البصرة وقلة دين مالطا.
ويمتد تأثير هذه الصيغة الجديدة ويتعاظم، على الحركات الاجتماعية والاحزاب السياسية والنخب التي تم تهميشها ويمتد ايضا الى القيم والسياسات الاهلية وردود فعل السياسات الرسمية.
فالاحزاب السياسية والحركات الاجتماعية، لا تملك امام تجاوز دورها ودفعها الى الهامش والظلال الا ان تلهث خلف الساسة الشعبويين الذين عرف العالم كله نماذج هشة ضحلة له، هي اقرب الى الفقاعات منها الى النماذج الفقارية، التي تملك القدرة على الوقوف والحركة.
يمتد تسونامي الفعل السياسي الشعبوي الفوضوي ويغطي العالم في اوسع واضخم حركة احتجاج شهدها الكون حتى الان، بسبب الفساد و النهب المتوحش المنظم، الذي جرّف مقدرات البشرية، ودفع الناس الى الجوع والفقر وجعلها وقودا لحروبه وصراعاته على الطاقة والنفوذ والارض والموارد. ويعتبر الامين العام للامم المتحدة ان الفساد موجود في كل دول العالم فقيرها وغنيها وانه اهم معوق امام التنمية المستدامة لانه يطرد الاستثمارات ويتم على حساب الصحة والتعليم.
ويقدر حجم الرشوة بـ 2.6 تريليون دولار سنويا وهو ما يشكل 5 ٪ من ناتج البشرية السنوي !!. ويقدر حجم الفساد بــ واحد تريليون دولار سنويا !!.
لقد دفع الفاسدون العالم الى حافة الهاوية ان لم يكن الى الهاوية. وحالة انكار الفساد ستظل تقود الى عدم جدية مكافحته مكافحة حديدية صارمة والى تعاظم وتقوية ما تخشاه الانظمة وما تحاربه وهو صعود الساسة والسياسات الشعبوية واغلاق ملفات الصيغ والسياسات القائمة !!
العالم كله يتجهز الان لاستقبال «الموجات الشعبوية» على قاعدة انه لا يمكن وقف او صد اندفاعة هذه الموجات المتلاحقة التي لن تنتهي، بل يمكن الحد من تجريفها وابطاء اندفاعتها 20 ٪ !!
وحين اراد العالم ان يبحث عن سبب هذه الظاهرة الكونية الساطعة، وجد ان السبب يتمثل في ما قارفه الفاسدون، والذين حولوا شعوبهم الى «بوكسر» كما في رواية مزرعة الحيوان.