تخفيف حمولة الحقيبة المدرسية للاطفال

 

 


نقول هذا الكلام من الان ونحن نستعد لاستقبال العام الدراسي الجديد بعد عيد الفطر السعيد، حيث تشير الاحصائيات الى ان نحو نصف مليون طفل ممن هم دون سن الرابعة عشرة عاماً سيتوجهون في انحاء المملكة كل صباح الى مدارسهم، بينما تشير بعض الدراسات الى ان اعداداً كبيرة منهم تتعرض لآلام الظهر بسبب الاوضاع الخاطئة للعمود الفقري وكذلك الجلوس للدراسة في اوضاع غير صحيحة، اوالبقاء ساعات طويلة وراء الكمبيوتر.

وتشير بعض الدراسات الطبية الى ان حمل حقيبة المدرسة الثقيلة لمسافات طويلة يعرض الاطفال للاصابة بمرض الاسكوليزم والذي ينتشر بنسبة واحد بالمئة اي ان نحو(3500) طفل اردني قد يصابون بتقوس العمود الفقري نتيجة الاوضاع الخاطئة التي يتعرض لها العمود الفقري للضغط لفترات طويلة ومنها انحناء العمود للأطفال بسبب حمل حقيبة المدرسة بطريقة خاطئة على الظهر وهذا ما يعرض فقرات الظهر للتآكل والتشوه، وأن حمل الحقيبة المدرسية لمسافات طويلة تزيد نسبة الاصابة بهذه الاعراض والتي بدورها تؤثر على توازن الكتفين فيجعل كتفاً اعلى من الآخر في حالة اعوجاج الجزء الأعلى من العمود الفقري اوما يسمى بالفقرات الصدرية.

وتقول الدراسات العلمية الحديثة انه في حال اصابة الجزء الاسفل من العمود الفقري، أي في الفقرات القطنية فإنه يؤثر على توازن الحوض، فيجعل احدى الساقين اطول من الأخرى.

حتى موضوع الاوضاع الصحيحة للدراسة والتي يجب أن تحظى باهتمام المعلم، والأم فإن كرسي الدراسة يجب ان يكون عمودياً والكتاب على بعد 25 سنتيمتراً حتى لا يضطر الطفل لخفض الرؤوس والإنحناء، مما يسبب تقوساً في فقرات الرقبة والظهر، الأمر الذي يجب معه منع الدراسة على الارض اوعلى السرير، وأن على الأم مراجعة الطبيب عندما تشك في اي خطأ في الظهر لدى طفلها كي لا تسوء الحالة لأن العلاج في البداية يكون أكثر نفعاً، وأن الذين يعانون في الكبر من آلام مبرحة في الظهر والعامود الفقري بينهم عدد كبير من الذين بدأت معاناتهم من هذا الموضوع في سن الطفولة، لكنهم لم يعيروا ذلك اي اهتمام.

لقد اسعدنا توجه وزارة التربية والتعليم مؤخراً لتحسين خدمات الصحة المدرسية، ووضع خطط للمسح الطبي الشامل، لكننا نأمل ان تكون هناك دراسات ميدانية لحمولة الحقيبة المدرسية، واصدار التعليمات اللازمة بأن لا تزيد عن وزن معين، ومواصفات الحقيبة التي يجب ان يحملها الطفل، وهل يتم ذلك عن طريق وضعها على الكتف، اوالظهر اوالصدر، اويحملها باحدى اليدين، اويقوم بجرها.

كما نأمل ان يتم ارشاد الهيئات التدريسية الى الاوضاع الصحيحة للجلوس في قاعة الصف، وكذلك توجيه الامهات لهذه الاوضاع، وخاصة عند الدراسة، اوالجلوس لمتابعة الكمبيوتر، فهذه قضايا قد يعتقد البعض أنها بسيطة ولا تستحق متابعتها، لكن صحة اطفالنا، لا تعتمد على التطعيم الثلاثي والجرعات المعززة، ووجبة الحليب والفيتامين فقط لكنها لا تتجزأ وأن هذا الموضوع يجب أن يكون في مقدمة اهتمامات الأطباء في الصحة المدرسية ، خاصة وانه هناك متسعا من الوقت لاتخاذ الاجراءات المناسبة ووضع التعليمات المناسبة قبل بدء العام الدراسي الجديد.