انا ممنوع من الكتابة !


هذه المرة يبدو أنها ثابتة . ترددت قليلا قبل أن أكتب هذا السطور ، فمنذ أسبوعين و مقالاتي في صحيفة الدستور تمنع من النشر ، و لا أعرف ما هي الحكاية وما هو السبب ؟ وقلت قد تريثت في الأعلان عما يصيب النشر في الدستور .

هذا ما يجري معي ، و لست متهما حتى الان لأي جهة أو طرف ما . ولكن الخبر بات شبه محسوم بأني موقوف عن الكتابة ، و ما أكتب ممنوع من النشر .

هذا ما أقدر أن قوله حتى الآن ، ولربما أعترف حقيقة أني لست مصابا بالصدمة والدهشة مما يجري في الاعلام الأردني ، و الحالة التي وصل اليها ، و لست أقل حالا من زملاء أخرين دفعوا أثمانا ثقيلة وباهظة لمواقفهم و أرائهم المهنية والوطنية وتصفية حسابات من آمين وضيقي الحال والقام .

والله ..ما رضيت يوما أن أكون من " شراشف الخرج " و لن أكون ! ومطأطئي الرؤوس ، ونمشي في جنازتنا أحياء . ولدنا وتربينا و عشنا على وجع و قلق وهم ومرارة و مسؤولية لا يحملها جمل .
وما تأتي به السماء ايها السادة تتلقاه الأرض على ضيق طهرها .

وقبل أن أقفل الكلام ، وودت التنويه لأني لست عاجزا عن قول آخر ، ولكن في هذه اللحظة أستهلم من الذاكرة بيتي شعر للمتنبي يقول بهما موجوع من قوم ظالم :

عَلى قَدْرِ أهْلِ العَزْم تأتي العَزائِمُ وَتأتي علَى قَدْرِ الكِرامِ المَكارمُ
وَتَعْظُمُ في عَينِ الصّغيرِ صغارُها وَتَصْغُرُ في عَين العَظيمِ العَظائِمُ