على خطى النهضة اقتراحات أولية لحكومة الرزاز


حمادة فراعنة
قلنا ان العناوين الثلاثة لبلد ذات خدمات متطورة هي السياحة والتعليم والعلاج اعتماداً على ما يتوفر لدينا من استثمارات وقدرات ومواهب وسوق رائجة مستهدفة من قبل الآخرين، فهل صدفة أن الاستثمارات الأكبر للأردنيين تتركز في مجال الفنادق سواء في عمان أو البترا أو العقبة ؟؟، وهي ليست صدفة، بل هي دلالة على ذكاء وفطنة القطاع الخاص الذي غالباً لا يُغامر بامكاناته اذا لم تكن لديهم المؤشرات التي تسمح لهم برصد أعلى ما يتوفر لهم من مال وخبرة ودراسة جدوى.
فالأردن يتمتع بمواصفات ومؤهلات فريدة، فالبحر الميت لا مثيل له على الكرة الأرضية، والبترا واحدة من أهم المواقع الأثرية الى جانب أقل من عشرة مواقع مهمة في العالم، ووادي رم من المواقع الخلابة المستهدفة، وجرش تكاد تكون المدينة الرومانية الوحيدة متكاملة التضاريس في العالم، والأماكن الدينية المسيحية لا يضاهيها ولا يتفوق عليها سوى فلسطين بكنيسة المهد في بيت لحم، والقيامة في القدس، والبشارة في الناصرة، ولكن المغطس وعمادة السيد المسيح ونيبو والعديد من الأثار والمقدسات المسيحية يتميز بها الأردن ويتفوق، والأثار الاسلامية وضرائح الشهداء تجعله موضع اهتمام لمن يُحسن التسويق والتشويق لقدسية الأمكنة، اضافة الى كونه ممراً نحو الأراضي الحجازية لتأدية فريضة الحج ومناسك العمرة من قبل الأتراك والسوريين واللبنانيين وحتى بعض العراقيين والمصريين وحتى الليبيين وكذلك الفلسطينيين من مناطق 48 ومناطق 67.
وبلد بهذا المحتوى يحتاج لثورة في الخدمات والاستنفار لجعله شعلة مضيئة طوال السنة لكثرة المواسم والزيارات والمقاصد، فما هو البرنامج أو البرامج المعدة لكل عنوان من هذه العناوين الجذابة للمريدين من كافة بقاع الأرض، وكما قال ابن الأردن طالب الرفاعي ان مواقع ومقتنيات ومحتويات الأردن السياحية بترول لا ينضب، أو كما سأل رئيس وزراء ماليزيا مستغرباً « لديكم البترا وأنتم بلد فقير «، نعم نحن فقراء في الأداء، فقراء في تسويق بلدنا، فقراء في تقديم خدمات راقية تفتقد للنظافة والخدمات في أشهر مواقع سياحتنا !!.
القطاع الخاص الذي غامر وبنى كل هذه الفنادق الراقية والمتقدمة، والتي لا يوازيها عمل من قبل وزارة السياحة التي يجب أن تكون من الوزارات السيادية التي تقدم للدولة وللخزينة ولقطاع السياحة من المكاتب والشركات والنقل والفنادق والمطاعم والأدلاء المردود الثري الذي يحمينا من الحاجة والفقر والمديونية.
نحن لا نعرف أولوياتنا ومن أين نبدأ وعدم فهم الاجابة على السؤال : هل نحن بلد صناعي أم زراعي أم بلد خدمات ؟؟ اذا عرفنا الاجابة وقدمنا الجواب بصدق ووعي وعملنا على أساسه سنخرج من المأزق الدائم والكامن المتمثل بالعجز بالموازنة، واستمرارية المديونية، وتفاقمها، واتساع أرقام البطالة، وشيوع الفقر !!.
h.faraneh@yahoo.com