عن لقاء الرئيس

تابعت لقاء (الحراكيين ) مع الرئيس , المهم في الأمر أن موسى المعايطة كان بجانب الرئيس ...وتابعت حجم التشاؤم والسوداوية , في حديث الإخوة الحراكيين – ومعهم كل الحق- ..في أن يكونوا ناقمين على الوضع العام . لكن الديمقراطية , لاتعني أبدا أن يقول شاب لرئيس الوزراء : (بدي أحكيلك ياعمر الرزاز دون أي لقب) ....الديمقراطية أيضا لاتعني التباسنا في فهم موقع رئيس الوزراء وفي علاقتنا بالشخص , فموقع الرئيس هو منصب مرتبط بهيبة وقوة الدولة , وبالتالي احترام الموقع يتطلب نمطا معينا من الخطاب . الديمقراطية في مجتمع شرقي مسلم , لاتعني الصراخ والتلويح على الرئيس ..من كان يجرؤ أن يصرخ في وجه وصفي ؟ ... محمود الكايد , لم يكتب مقالات كثيرة , ولكننا نحن جيل الشباب الصغار في المهنة كنا حين نجلس , في مكتبه أو منزله نذوب خجلا ..من هيبة (أبو عزمي) ..فهو مدرسة صحفية أردنية , وهو من أعطى للرأي زخما وبعدا ..ومع أنه لم يكن رئيسا للوزراء , إلا أنني لم أتذكر في حياتي أني استطعت إشعال سيجارة في مجلسه دون طلب الإذن منه ... ثمة (كلفة) في الموقع الرسمي , يجب أن لا ترفع.. والمنصب في النهاية , هو حصيلة جهد

 
الأردنيين وهو محمي بالدستور , وهو ممثل لدولة ومؤتمن على وجدان الناس . ذات مرة , وفي حكومة علي أبو الراغب , حاول زميل صحفي ونحن خارجون من اللقاء , وضع يده على كتف الرئيس كي يهمس في أذنه ..مما دفع المرافق فورا لإزالة يده , كنا نعرف وقتها أننا في لقاء له صفة رسمية وإذا خرجت صورة للإعلام ويد الزميل على كتف الرئيس , حتما ستعطي هذه الصورة انطباعا للمواطن بضعف هيبة الحكومة أو انعدامها ..أبو الراغب كان شخصية صارمة في البروتوكول وفي هيبة الحكومة . أحترم الإخوة (الحراكيين) , ولهم كل التقدير ..وأنا أفهم معاناة اعتقال بعض زملائهم , وربما أفهم ..معنى وجعهم , وحجم تعبهم ...لكني ما أفهمه أيضا أن دستور المملكة الأردنية أعطى حصانة لموقع الرئيس ...وما أفهمه أيضا أن الحوار لايعني الصراخ أبدا ...أو رفع (الكلفة) ... أريد أعرف , من يرتب للرئيس هذه اللقاءات ؟ ...فقط دلوني عليه , فلدي همس كثير في أذن