اين نحن من سيئول_كوريا... مدينه جديرة بالنساء ؟؟؟

 

لطالما استوقفني  جهل وضعف أداء بعض القيادات النسائية الاردنية  ....والتي تتضح في معادلة بسيطةحيث ان هذة القيادات الغابرة القديمة منذ فجر التاريخ لم تستطع ان تخلق قيادات نسويه آخرى  غيرها.. في الساحة الاردنية.!!!وان الساحة مازالت مقتصرة على الدائرة الضيقة المقتصرة على  القيادات  النسائية التى لم تقدم شيء للمرأة الاردنية سوى قضايا شكلية وفزعات إعلامية ...و انتخابية .. وتنميط  للمرأة ...  فتذكرت سيئول ورحلتي هناك و  ادعوكم لمرافقتي  ......دعيت لزيارة سيئول عاصمة كوريا الجنوبية ...وذلك لكي أتحدث عن تجربة المرأة الاردنية في الانتخابات البلدية ..هبطت الطائرة في المدرج في رحلة امتدت لثمان ساعات تنقلنا فيها بين مطارين ....فكان الانطباع الاول لدى وصولي و الذي بقي  في ذاكرتي المكانية ..وكوني بنت البادية و اعيش في منطقة صحراوية...!!! هو المساحات الخضراء التي لا تنتهي .. و التي تمتد على مدى البصر و جمال الطبيعة و الجو الرائع ..وكان يحمل قليلا من نسمات الشتاء و بداية الربيع...  فترى الغابات و الاشجار المزروعه في كل مكان و الورود المنسقة  ...وتجد الاهتمام الواضح في كل التفاصيل الى ان تصل الى الفندق فتشعر بمدى قوة الاقتصاد و حسن الادارة من اول نظرة ...وتشعر بمدى الحفاوة التي لازمنا بها منظمي المؤتمر....و الشعب الكوري ..الذي كنت اجهل عنة الكثير!!!تفاجأت من كرم الضيافة و اللباقة و الأدب الجم....و حقيقة كان مثالا على الرقي.. حيث كنا لا نجد سوى الانحناءة اللطيفة و التي تنم عن الاحترام والتقدير للضيف.. من الجميع.. وهذا ما دفعني إلى الرغبة في معرفة المزيد عن ثقافتهم الشرقية القديمه..والتي يفتخروا بها .. ..و التي تتشابه في مدلولاتها في  الكثير مما نحمله أيضا ضمن ثقافتنا العربية الاسلامية ... و استوقفني  ...تاريخهم الذي اعتمد على احترام حقوق الانسان في شريعه اسسها اول ملوكهم...وعن ايمانهم بالعقيدة الكونفوشيوسية والتي قدست وحملت الكثير من المعتقدات الروحية و قربها من القيم الانسانية من التواضع و التفاني و غيرها من القيم النبيله .والتى تتشابة الى حد كبير مع قيمنا الاسلامية ..و والتي اعتقد  في ظل العولمه علينا ان  نسعى للتقارب مع هذة الدوله المتميزة في كل المستويات لانها نموذج يحمل الكثير من الايجابيات و يتميز بثقافتة الشرقية الواضحة التى تجمعنا معا  كعالم قديم ...وانجازاتهم في قطاع التعليم على مستوى العالم ....و ليس فقط الاستيراد و التصدير ...!!!

ونتشابة معهم في تنوع النسيج المجتمعي... فقد كانوا يعانون من  تناقص في عدد السكان و هذا الأمر وضعهم امام خيار قبول مهاجرين من دول مجاورة و بدأ في خلق تحديات لديهم  كإختلاف الثقافة و ظروف العديد من المهاجرين النفسية القادميين من الصين وغيرها من دول الجوار..ومنها واهمها  قضية العنف ضد النساء و التي ابرز منظمي المؤتمر جوانب هذه المشكلة بشكل كبير  ..وأعجبني تقييمهم الصادق لمشاكلهم و طموحاتهم .دون تجميل زائف او حتى تضخيم زائف ...فقط الحقيقة المجردة الواضحة ..!!

وعندما طلب مني ان اتتحدث عن التجربة الاردنية .امام الحضور من مختلف انحاء العالم. شعرت بالفخر والاعتزاز انني امثل بلدي الاردن  للتحدث عن تجربة ناجحة  في معركة الانتخابات وادارة المجتمع المحلي !!وكان معي في المؤتمر ممثلين عن رؤساء بلديات دول  و اعضاء برلمان  من دول سبقت الاردن بمراحل  ....

 ان عنوان المؤتمر وقفت عنده طويلا (مدن جديرة بالنساء )....ونتحدث عن تجربة مدينه آمنه للنساء.......وتستحق وجود المرأة في هذه المدينة وأين نحن من ذلك !! نتحدث عن تهيئة البنية التحتية و الخدمات اللوجستية من مراكز رعاية للأطفال و مدارس و عدد الحضانات وعيادات نسائية واطفال تعنى بالاسرة .. وحقوق الام العاملة ودعم الام العاملة وكذلك تلك التي تربي ابنائها دون عمل ... وحتى ابسط التفاصيل و التي يمكن أن تشكل إزعاجا للسيدات في المدن من سعة الرصيف المناسب للمرأة وعربة طفلها اوللسير عليها مع اطفالها ....وطبيعة الرصفة المستخدمة كي لا تقيد حركة النساء ..واحترام حقوق الاطفال ...وحتى ارتفاع عمود الإنارة و مدى الإضاءة...كي لا يكون بعيدا و لا يوفر الاضاءة الكافية .. و تفاصيل قد لا نلتفت الى أهميتها ....طبقت ككود للبناء في مدينة سيئول ...كجزء اساسي من البنية التحتية .......واين نحن منهم.. وهنا عبارات جوفاء يتشدق بها بعض أهل الساسة... المرأة نصف المجتمع وتربي النصف الآخر ...الأم مدرسة ...الى آخرة   ..عبارات متكررة لا تحمل في طياتها عملا او جهدا حقيقا  سوى فراغا فكريا للكثير من متخذي القرار و جهل واضح عن دور المرأة المحوري في التنمية و العمل العام...و لا استثني حقيقة أن المرأة أيضا عليها أن تسعى إلى بناء دور مهم و مركزي وان تساهم في تنمية مجتمعها...حيث أنني كنت دائما أجيب على سؤال الكوتا ...بأنه على المرأة ان تعمل بإخلاص و تفاني و أن يسبق ذلك ثقافة و اطلاع ...و مهارات اتصال و تدريب مستمر على مفاهيم التنمية المختلفة ...حتى تستطيع ان تبني لنفسها و لمجتمعها الدور اللائق به .....و اذكر ان بلدية الحسا من البلديات القليلة التي توجد بها حضانة اطفال لابناء الموظفات و المجتمع المحلي ..وتكاد تكون الوحيدة التي وفرت هذة الخدمه ...و عندما عقد اول مؤتمر لأتحاد بلديات البادية بعنوان التنمية و المرأة قررنا وضع موازنه جندرية ...لكل بلدية حتى لو لم تتجاوز الالف دينار ندعم من خلالها نشاطات المرأة و كانت مبادرة من بلدية قريقرة و فينان.ممثلة برئيسها انذاك سعادة السيد خليل العمارين. و بلدية الديسة ممثلة برئيسها سعادة السيد سعد الزوايدة والتي أنشئت مجلس للمرأة ودعمت جمعية نسائية تعاونية ...و هذة الافكار الصادقة من بلديات الاردن تأتي من قناعات واضعيها لاهمية دور المرأة في الحياة العامة والتي سبقت الكثير من الجهات التي تتشدق بدعم المرأة و المطالبة بحقوقها .دون أي عمل حقيقي على ارض الواقع ...و لاحتى ابداع  واكتفت الحركات النسائية في ارسال المرأة الى المجالس البلدية ...و بدون متابعه و بل اصدرت دراسه ممنهجة ان تجربة المرأة في البلديات فشلت !!كنت آمل ان اعرف اصابع الاتهام بالفشل كانت الى من تشير ..!!الى العضوات ام الى نفس هذة القيادات الجوفاء و التي لم تسعى الى تقديم ما يمكن ان يساهم في استغلال فرصة هذا التمثيل النسائي المهم ..و اعتقد انهن غير قادرات على طرح الافكار الجديدة ...حيث خلال الاربع سنوات التي مضت ..و حيث انني كنت على الطرف الاخر من الجبهة أراقب بألم ما خلصت اليه عصارات افكار هذة القيادات من  دورات  حول قانون البلديات !!و نشاطات لا ترتقي الى مستوى المطلوب انجازة و انتقائية واضحة في العمل و تحييد للنساء المبدعات ...

و أتساءل كيف ستعمل  القيادات النسائية الحالية  على تطوير القطاع النسائي و بعضها لا يؤمن الا بمصالحه الشخصية ..و فاقد الشيء لا يعطيه !!!.  و بل  تسلق بعضهن على أفكار السيدات اللاتي يعملن  معهن..في فراغ فكري واضح وفاضح في اقل مناقشة سياسية معهن ...القطاع النسائي في الاردن يعيش بعد عصر التنوير... في عصر العصابات وقد اكون قاسية في الوصف واصدقكم القول ان هذا رأي الكثير ممن حاولن الدخول الى عالم القطاع النسائي  و هو الاسم الحقيقي للشللية المسيطرة  والتي اثمرت عن تحالف بعض القيادات النسائية بعد ان انتهت الحرب الباردة بينهن!!!على رأي المثل ":انا وابن عمي على الغريب "!!!!.. فالاستحقاقات المادية جعلت من المنافسين حلفاء !!و سعين الى ممارسات مثل الاستثناء للسيدات النشيطات .. و تغييب الناشطات من القطاع النسائي عن الفعاليات المهمه  .... و تهميش السيدات العاملات في الميدان ...

مع العلم بأننا لانزال بالرغم من كل الجعجعه التي نسمعها عن دعم القطاع النسائي وتطويره وانجازاته نسجل تراجعا في اداء القطاع النسائي ضمن المعايير الدولية للتنمية البشرية كخلاصة لما سبق .!!!...والتي في اخر تقرير للتنمية البشرية في الاردن اشار بوضوح الى اهمية زيادة مساهمة المرأة في التنمية المحلية ...!!!! عزيزي القارئ وعزيزتي... ان هذه الشللية في الوطن لا تقتصر على القطاع النسائي فهو ايضا ينسحب على المجتمع بأكمله  خلفت وراءها  إحباط بين الشباب بعامه ... ..نحصد نتائجه في كل جمعه ...غضب و احتجاج وبيانات تعبر عن قصور العمل التنموي في السياسة المحلية ... سيئول.... يا مدينة جديرة بالنساء اتسأل ويحق لي هل  سيكون لدينا مدنا أردنية  جديرة بنسائها !!!

المهندسة رنا الحجايا رئيسة بلدية الحسا سابقا _البادية الجنوبية