ليلة القبض على شاهين : لقطات المطار..ما هو المبرر؟.. وأين أحمد الجلبي ؟

بكل تأكيد كان بإمكان حكومة الرئيس معروف البخيت الإستغناء عن مشهد الكابوي الذي عرضته أخبار الساعة الثامنة على الأردنيين حيث ينزل خالد شاهين من الطائرة مقيد اليدين ويركب سيارة الزنازين متجها إلى السجن لإكمال محكوميته.

وهذا المشهد المصنوع بطريقة دعائية غير مهنية له أغراض محددة ومفهومة لكن يمكن الإستغناء عنها حتى لو كانت حكومة البخيت بحاجة للبحث عن أي إنجاز من أي نوع.

.. إذا كان الهدف من المشهد التلفزيوني إبلاغ الرأي العام بما حصل مسألة وإذا كان الهدف ممارسة لعبة تضليل شديدة عبر التركيز على مسألة هامشية لا تحتاجها الدولة الأردنية بكل تأكيد مسألة أخرى تماما.

وحتى اللحظة لا يوجد معلومات مفصلة لا عن ترسيم اللقطة التلفزيونة ولا عن هدف هذا الترسيم الأبعد ولا حتى عن تفاصيل ليلة القبض شاهين .

وكل ما يلتقطه المراقب ان الحكومة كانت تبحث بأي وسيلة عن أي إنتصار بائس فإستخدمت الإعلام رغم أن الإنجار {أمني وقانوني} بحت لا يستحق كل هذه الإحتفالية .

وأول الإنطباعات الحقوقية ان المشهد المذكور يمس بكرامة الإنسان وحقوقه إذا كان القصد منه {التشهير بسجين} أو الإساءة لكرامته فالأردن الدولة المخضرمة لا تحتاج لمثل هذا التشهير ولا يضيف لسجلاتها الناصعة إحتفالا دعائيا مخرجا بشكل سيء بهذا المعنى.

وللتذكير فحتى السجناء لهم حقوق ومن بينها عدم التشهير بهم والمساس بكرامتهم أما السماح بترحيل شاهين من الناحية الحقوقية فمسألة تتحمل مسئوليتها الدول التي إستضافته أصلا فشاهين بالرغم من كل شيء في النهاية غادر البلاد من المطار وختم الجواز بطريقة شرعية .

عليه يستحق الأردنيون اليوم أن يقولوا للحكومة أنها أبدعت في المحصلة بإعادة السجين الذي حاول التلاعب بالإجراءات القانونية وتضليل السلطات لكنهم يستحقون في المقابل ان نرى جدية مماثلة وإصرارا لا يلين على محاسبة من سمحوا أصلا بمغادرة شاهين من المسئولين فهؤلاء أيضا خالفوا القانون والبخيت وعد الرأي العام بالتحقيق معهم وتحميلهم المسئولية القانونية فقطع الشوط الأول وننتظر منه الشوط الثاني على أن لا يخبرنا بأن المسألة تتعلق بخطأ وسوء تقدير إجرائي فمشهد سيارة السجن التي نقلت شاهين ينبغي ان لا ينسي الجميع حقيقة وواقعة أن الرجل كسجين له حقوق وانه في المحصلة غادر بصورة شرعية وبعلم رئيس الوزراء ووزير الداخلية أنذاك سعد هايل السرور والأهم بقرار رسمي جماعي سمح له بالمغادرة.