«معادي القريتين خسران».. مثل أردني



المعارضة لحكومة الرزاز متشعبة وهي من اكثر من اتجاه واللافت فيها حجم الاستهتار بالرئيس كلما اتى على ذكره من اي منبر، وبدا ذلك جليا في مقابلة تلفزيونية مع عبد الهادي المجالي اخيرا عندما تحدث عن رجال الدولة. وبعده ظهر عبد الرؤف الروابدة ولم يختلف بنظرته للرئيس الرزاز كثيرا عن الاول وتلاهما ممدوح العبادي الذي اشار الى ان الرئيس اتى بالوزراء من الشارع.
وبالمجمل العام لم يخرج اي من المخضرمين مؤيدا للرزاز ولو تلميحا بمن فيهم النسور والملقي الذي اتي بعدهما، وهو على هذا الحال يكاد يكون بدون سند ولا ظهر، وقد ندر تماما ان يتصدى اي وزير من حكومته لأي امر، ويقال ان هناك اكثر من اربعة وزراء معه لا يتعاونون او انهم يكيلون النقد لرئيسهم. ومن اللافت الهجوم الاعلامي على الحكومة ورئيسها بمناسبة ودونها.
وهو يتعرض للنقد والسخرية احيانا على اي امر يقوم به او يتحدث حوله، ولم يعد هناك مجرد شخص ينشر من على اي منصة إلا ويتعرض للرئيس، وليس هناك مجرد واحد أتى على ذكره بخير، ولم يسبق ان تعرض اي رئيس قبلا لذلك بمن فيهم الملقي وعدنان بدران.
ومن اللافت ان الرئيس الرزاز لم يبد حتى الان اي ردة فعل غاضبة ولم يرد على كل ما يتعرض له من هجوم وانتقادات، والاكيد ان تصريحاته حول العدميين من الاردنيين اخرجت من سياقها لتظهر كردة فعل.
رئيس الوزراء شخص يحمل افكارا وليس عصى سحرية، وتنقصه الخبرة تماما لقيادة الرأي العام او توجيهه، وكذلك معرفة طبائع الاردنيين وتفضيلهم «الصلاة على الحاضر» كما يقال، بمعنى ان اي وعد بالنسبة لهم ليس له اي تأثير ويقولون عنه «حط بالخرج»، وعليه ليس امامه سوى ان يكسب الشارع، وذلك بتقديم ما يمكن ان يتلمسه الناس سريعا بقرارات شعبية تخفف عنهم ما يخص اعباء معيشتهم، وبغير ذلك عليه ان يواجه النخب السياسية ومن لا يرون فيه رئيسا والشارع معا، فكيف يمكن ان يستوي ذلك؟!